مسقط ، عمان – كشفت مصادر يمنية مطلعة لـ” صوت الإمارات” عن التوصل إلى اتفاق نهائي في العاصمة العمانية مسقط. يقضي بإطلاق سراح القيادي البارز في حزب الإصلاح (ذراع الإخوان المسلمين في اليمن)، محمد قحطان، ضمن صفقة تبادل أسرى ضخمة. هذه الصفقة تشمل نحو 2900 محتجز من مختلف الأطراف برعاية أممية.
وبحسب تفاصيل الصفقة، سيتم الإفراج عن قحطان المختطف منذ أبريل 2015. وذلك مقابل إفراج الحكومة والتحالف عن 1700 عنصر حوثي. فيما يطلق الحوثيون سراح 1200 محتجز، بينهم جنود سعوديون وسودانيون. هذه الخطوة يراها مراقبون أنها تتجاوز البعد الإنساني لتكشف عن “تفاهمات سياسية” تحت الطاولة.
محمد قحطان: العقل المدبر يعود للمشهد
يعد محمد قحطان (70 عاما) الرجل القوي والمخطط السياسي الأول لحزب الإصلاح؛ حيث شغل منصب رئيس الدائرة السياسية والناطق باسم “اللقاء المشترك”.
اختطافه وتغييبه قسريا لأكثر من عقد في سجون صنعاء كان يمثل نقطة الخلاف الأبرز. إلا أن موافقة الحوثيين المفاجئة على إطلاق سراحه الآن تثير تساؤلات عميقة حول “الثمن السياسي” المقابل.
دلالات التقارب: تحالف “الأضداد” ضد الجنوب
يرى محللون سياسيون أن توقيت الإفراج عن قحطان ليس معزولا عن الحراك السياسي الأخير. بل يعزز فرضية “التقارب التكتيكي” بين الحوثيين والإخوان.
وتستند هذه المخاوف إلى عدة مؤشرات. حيث تأتي هذه الخطوة تزامنا مع تصريحات نائب وزير الخارجية اليمني مصطفى النعمان. هذه التصريحات لوح فيها بضرورة تحالف “الوحدويين” (الإخوان والشرعية) مع الحوثي لمواجهة مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي.
كما شهدت الآونة الأخيرة لقاءات معلنة في صنعاء. هذه اللقاءات جمعت القيادي الحوثي علي القحوم مع قيادات إخوانية مثل (فتح العزب ومنصور الزنداني)، تحت لافتة “تعزيز الجبهة الداخلية والشراكة”.
ورصد المراقبون غزلا متبادلا بين الطرفين عقب أحداث غزة. حيث أشادت قيادات إخوانية بعمليات الحوثي في البحر الأحمر. واعتبر البعض هذا الأمر “جسر عبور” لعودة التنسيق الميداني.
تحذيرات من تكرار سيناريو 2011
يستذكر سياسيون يمنيون “شهر العسل” القصير بين الإخوان والحوثيين في عام 2011 خلال ساحات التغيير، والذي انتهى لاحقا بانقلاب الحوثي وتهميش شركائه. ويحذر مراقبون من أن عودة هذا التحالف اليوم، برعاية إقليمية أو تحت ضغط الحاجة لمواجهة “المجلس الانتقالي الجنوبي”. يمثل هذا الأمر تهديدا مباشرا للمناطق المحررة ويضع أمن الجنوب والمنطقة على المحك.
وبينما يحتفي حزب الإصلاح بعودة “عقله المدبر”، تترقب القوى الجنوبية بحذر مخرجات هذا التقارب. هذه القوى تعتبر أن تحويل ملف الأسرى إلى أداة لترتيب تحالفات “شمالية-شمالية” قد يؤدي إلى انفجار الأوضاع ميدانيا ويعيد الأزمة اليمنية إلى نقطة الصفر.


