القاهرة، مصر – دعا الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إلى محاكمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعدد من المسؤولين الأميركيين. جاء ذلك على خلفية الضربات العسكرية الأخيرة للقوات الأميركية ضد قوارب في منطقة البحر الكاريبي. وأسفرت عن سقوط أكثر من 12 قتيلاً.
انتقادات حادة للسياسات الأميركية
بيترو قال إن الهجوم استهدف “شباباً فقراء كانوا يحاولون الهروب من الفقر”. وتساءل: “هل كان ضرورياً إطلاق الصواريخ ضد هؤلاء العزل؟”. أكد أنهم وإن كانوا يحملون كميات محدودة من المخدرات، إلا أنهم ليسوا من كبار التجار.
كما وجّه الرئيس الكولومبي انتقاداً مباشراً لسياسة واشنطن في مكافحة المخدرات. اعتبر أنها “لا تهدف إلى وقف تدفق الكوكايين إلى الولايات المتحدة، بل تسعى لفرض السيطرة على شعوب الجنوب ودعم سياسة الهيمنة”.
سياق سياسي حساس
تصريحات بيترو تأتي في وقت يشهد فيه ملف العلاقات بين أميركا اللاتينية والولايات المتحدة توتراً متزايداً. هذا يحدث خصوصاً مع استمرار الجدل حول جدوى الحملة الأميركية ضد المخدرات. ويعتبرها كثيرون في أميركا الجنوبية سبباً في زيادة العنف بدلاً من الحد منه.
ويُنظر إلى مداخلة بيترو على أنها من أشد المواقف العلنية التي يطلقها رئيس كولومبي ضد واشنطن في المحافل الدولية. هذا يعكس توجهاً جديداً لبوغوتا في تبني خطاب أكثر استقلالية عن السياسة الأميركية التقليدية.
تداعيات محتملة
محللون يرون أن دعوة بيترو لمحاكمة ترامب قد تفتح باباً جديداً من التوتر بين كولومبيا والولايات المتحدة. ذلك خاصة أن الأخيرة تعتبر شريكاً استراتيجياً أساسياً لبوغوتا في مجالات الأمن والاقتصاد. غير أن خطاب بيترو يُعبر، بحسب مراقبين، عن حالة استياء أوسع في أميركا اللاتينية من التدخلات الأميركية وسياساتها العقابية. هذه السياسات لم تحقق النتائج المرجوة في مكافحة المخدرات، بل زادت الأوضاع سوءاً على مستوى الفقر والجريمة المنظمة.


