الكويت – أعلنت السلطات الكويتية، الأحد، صدور مرسوم أميري يقضي بسحب الجنسية عن الداعية الإسلامي الكويتي طارق السويدان، أحد أبرز وجوه جماعة الإخوان المسلمين في منطقة الخليج. ويأتي القرار في إطار مسار طويل من التوتر بين مسيرة السويدان وسياسات الدول الخليجية المتشددة تجاه الإخوان.
مسيرة السويدان ودعمه للإخوان
تتقاطع سيرة السويدان العامة مع السياسات الخليجية الصارمة ضد جماعة الإخوان. ففي أغسطس 2013، أُقيل من منصبه مديرًا عامًا لقناة الرسالة بدعوى انتمائه للجماعة، وهو ما أثار جدلاً إعلاميًا وسياسيًا واسعًا. واستمر هذا السياق خلال السنوات التالية، حيث ارتبط اسمه بالملاحقات القانونية والإعلامية الموجهة ضد الإخوان في المنطقة.
يُعرف السويدان بأنه من قيادات الجيل الثاني للحركة الإخوانية في الكويت والخليج. وقد شارك بفاعلية في جمعية الإصلاح الاجتماعي، الذراع العلني للإخوان في الكويت، وساهم في ترسيخ تبعية تنظيم الإخوان لمكتب الإرشاد في مصر.
بسبب انتمائه الفكري وتصريحاته السياسية، تصاعدت الشائعات حول ولائه وانتمائه الوطني. هذا يُعتبر أسلوبًا شائعًا في الخصومات السياسية الإقليمية.
السويدان والإرهاب والفوضى
في عام 2020، أظهر تقرير مؤسسة ماعت دور السويدان في دعم التنظيم الدولي للإخوان. وقد قام بتدريب أكثر من 70 ألف شاب لخدمة أهداف الجماعة.
كما كشف فيلم وثائقي بعنوان “أجندة الفوضى” عن تسجيلات له تحرض على إثارة الفوضى داخل دول الخليج ومصر. حدث ذلك خلال اجتماعاته مع أعضاء الحركة الإسلامية في الخرطوم عام 2014.
مواقف السويدان تجاه الإمارات
لطالما كان السويدان ناقدًا لدول عربية، خصوصًا الإمارات، لخدم مشروع الإخوان المسلمين. ففي 2012، انتقد موقف الإمارات من الداعية يوسف القرضاوي، وهاجم الفريق ضاحي خلفان تميم، القائد العام لشرطة دبي “أنذاك”. وأكد أن “يجوز” التوجه بهذا الخطاب إلى رجال الدين الكبار. أثارت تصريحاته مواجهات قانونية وتهديدات بالمقاضاة من قبل خلفان، الذي أكد أنه سيتابع السويدان أمام القضاء الكويتي. وذلك على خلفية استخدامه عبارات وصفها بالمسيئة.
تأتي خطوة الكويت ضمن سياق خليجي أوسع ضد جماعة الإخوان. ففي الإمارات، اعتمد مجلس الوزراء منذ نوفمبر 2014 قائمة رسمية للتنظيمات الإرهابية بموجب القانون الاتحادي رقم 7 لسنة 2014. ضمت الجماعة ضمن كيانات محظورة.


