القاهرة، مصر – أكد ملك إسبانيا فيليبي السادس، خلال زيارته الرسمية إلى القاهرة، أن استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة لم يعد مجرد أزمة محلية. بل هو تهديد مباشر للاستقرار الإقليمي والدولي. وشدد على أن الوضع الإنساني الكارثي يتطلب تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي. علاوة على ذلك، حذر من أن تجاهل هذه المأساة قد يدفع المنطقة إلى مزيد من التصعيد.
مدريد وموقفها من القضية الفلسطينية
زيارة العاهل الإسباني تأتي في ظل مواقف متقدمة لمدريد تجاه القضية الفلسطينية. كانت إسبانيا من أوائل الدول الأوروبية التي دعت إلى الاعتراف بدولة فلسطين. إضافة إلى ذلك، حرصت على تأكيد التزامها بالقانون الدولي ورفض استمرار الحرب التي تحصد أرواح المدنيين.
صفقة السلاح الملغاة مع إسرائيل
وفي خطوة عملية تعكس هذا الموقف، أعلنت الحكومة الإسبانية قبل أسابيع إلغاء صفقة أسلحة كانت مبرمة مع إسرائيل. وقد أكدت أن استمرار الحرب في غزة يتعارض مع القيم الأوروبية. كما يتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان. لقي القرار ترحيبًا واسعًا في الأوساط الحقوقية الأوروبية. واعتُبر رسالة قوية برفض مدريد دعم أي طرف يفاقم المأساة الإنسانية.
من جانبها، عبّرت تل أبيب عن استيائها من القرار الإسباني، معتبرة أنه “منحاز”. فيما رأت دوائر دبلوماسية أوروبية أن الخطوة قد تفتح الباب أمام دول أخرى لإعادة النظر في تعاملاتها العسكرية مع إسرائيل. بما يزيد من الضغوط الدولية عليها.
النزوح يتفاقم جنوب القطاع
على الأرض، تواصلت حركة نزوح واسعة النطاق لسكان غزة نحو الجنوب هربًا من القصف الإسرائيلي المتصاعد. أحياء كاملة أُفرغت من سكانها، بينما أعلنت المؤسسات الإنسانية أن الأوضاع في مراكز الإيواء بلغت مرحلة غير مسبوقة من التكدس. كما تشهد نقص الغذاء والدواء. أشارت تقديرات أممية إلى أن الأزمة الإنسانية دخلت منعطفًا خطيرًا. هذا يحدث مع عجز الخدمات الطبية والمرافق الأساسية عن الاستمرار.
دعوة للتحرك العاجل
الزيارة الملكية وما حملته من رسائل إنسانية تتقاطع مع النداءات الدولية المتكررة بضرورة وقف فوري لإطلاق النار. مما يستدعي ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين. وفي ظل استمرار النزوح وتفاقم المعاناة، بات التحرك الفعلي ضرورة لا تحتمل التأجيل.


