قمة الدوحة.. العرب بين كتابة التاريخ وردع العبث الإسرائيلي

زمن القراءة بالدقائق: 4
صورة افتراضية بالذكاء الاصطناعي لصوت الإمارات لقادة الدول العربية والإسلامية في الدوحة

القاهرة، مصر – لم تعد قمة الدوحة الطارئة حدثًا دبلوماسيًا عابرًا، بل أصبحت محطة فارقة في سجل السياسة العربية والإسلامية. انعقادها يأتي في لحظة ملتهبة بعد العدوان الإسرائيلي على العاصمة القطرية. في وقت يترقب فيه الشارع العربي والإسلامي مواقف جادة تخرج عن حدود البيانات المعتادة، لتؤسس لمرحلة جديدة من التضامن الفعلي، وتضع حدًا للعبث الإسرائيلي الذي تجاوز كل الخطوط.

 تضامن عربي واسع

منذ الساعات الأولى للعدوان، سارعت العواصم العربية إلى إعلان تضامنها الكامل مع قطر ورفضها القاطع لأي مساس بسيادتها. وجاء موقف دولة الإمارات العربية المتحدة في صدارة المواقف. حيث بادر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بجولة دبلوماسية سريعة شملت عددًا من العواصم الإقليمية والدولية. كانت هذه الجولة في رسالة واضحة بأن استهداف الدوحة هو استهداف لكل العواصم العربية. وحدة الصف في هذه المرحلة لم تعد خيارًا بل ضرورة وجودية.

هذا التحرك الإماراتي فتح الباب أمام تكاتف عربي واسع. حيث توالت بيانات الدعم من مصر والسعودية والكويت والبحرين وسلطنة عمان والمغرب وتونس وغيرها، في مشهد يؤكد أن العدوان على قطر أعاد إحياء روح التضامن العربي والإسلامي التي تراجعت طويلًا.

 المسؤولية الأمريكية تحت المجهر

الدكتور ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل المصري، اعتبر في حديث خاص لصوت الإمارات، أن القمة تمثل ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية الكاملة عن العدوان على الدوحة، واصفًا إياها بـ”الراعي الرسمي لدولة الاحتلال”.

وأضاف أن القادة العرب الآن في مرحلة كتابة تاريخهم. وأن ما سيصدرونه من قرارات سيبقى شاهدًا أمام شعوبهم وأمام الأجيال القادمة.

 إجماع دولي غير مسبوق

من الدوحة، وصف الكاتب والباحث القطري، علي الهيل، المدخل إلى القمة بأنه “مذهل”. مشيرًا إلى أن مجلس الأمن الدولي شهد لأول مرة إجماعًا نادرًا من أعضائه الأربعة عشر. بمن فيهم الولايات المتحدة، على إدانة الهجوم الإسرائيلي على قطر.

وقال الهيل لصوت الإمارات: “هذه المرة أبى الحق إلا أن ينتصر، بعدما اعتاد العالم على الفيتو الأمريكي أو الامتناع عن التصويت ضد إسرائيل.”

وأضاف محذرًا: “الوضع لا يتحمل سلبية الماضي، وإذا لم ترتدع إسرائيل فسيطال شرها الجميع.”

 ضرورة تجاوز الإدانات

في السياق ذاته، شدد الدكتور ضياء رشوان، نقيب الصحفيين المصريين السابق، في حديثه لصوت الإمارات، على أن القمة تمثل اختبارًا حقيقيًا للإرادة السياسية العربية والإسلامية.

وأكد أن الإدانات لم تعد كافية، داعيًا إلى ترجمة الغضب الشعبي إلى خطوات عملية واضحة، سواء عبر تحركات دبلوماسية منسقة أو ضغوط اقتصادية وسياسية على القوى الداعمة لإسرائيل.

 رؤية بحثية من القاهرة

من جانبه، أكد الدكتور عمار علي حسن، الكاتب والباحث وأستاذ العلوم السياسية المصري، أن قمة الدوحة تأتي في لحظة إقليمية فارقة.

وقال لصوت الإمارات، إن المنطقة على صفيح ساخن، وإذا لم يتحد العرب والمسلمون الآن فلن يكون بوسعهم لاحقًا مواجهة التحديات المتزايدة.

وأضاف أن الخطاب العاطفي لم يعد كافيًا. شدد على ضرورة تبني القمة آليات مؤسسية للتنسيق والعمل المشترك، بما يضمن استمرارية القرارات وعدم ذوبانها مع مرور الوقت.

 محطة فاصلة في تاريخ المنطقة

تُجمع التصريحات والمواقف على أن قمة الدوحة لن تكون مجرد اجتماع طارئ، بل محطة حاسمة في مسار التضامن العربي والإسلامي. وهي فرصة لوقف الانفلات الإسرائيلي المتصاعد، فهي لحظة تضع القادة أمام مسؤولية تاريخية. بينهم يقع الاختيار بين الاكتفاء ببيانات الشجب والإدانة، أو الانتقال إلى قرارات عملية قادرة على تغيير المعادلة.

شارك هذا الخبر
اترك تقييما

اترك تقييما

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version