القاهرة، مصر – لم يكن القصف الإسرائيلي الذي استهدف الدوحة مجرد هجوم عابر، بل جاء ليكشف عن مرحلة جديدة من التصعيد في المنطقة. للمرة الأولى يمتد لهيب الحرب إلى قلب العاصمة القطرية. هذا فتح الباب أمام تساؤلات مصيرية حول مستقبل الأمن الإقليمي والتوازنات الدولية.
ستة قتلى بينهم قيادات بارزة
الهجوم أسفر عن مقتل ستة أشخاص، من بينهم خمسة من قيادات حركة حماس كانوا في زيارة إلى الدوحة، إضافة إلى ضابط أمني قطري. كما أُصيب عدد من عناصر الأمن الداخلي القطري، دون إعلان عن رقم دقيق للإصابات. وعلى صعيد الأضرار المادية، شهدت العاصمة تدميرًا كبيرًا لمبنى سكني يُعتقد أنه كان يضم مكتبًا سياسيًا للحركة. وسط ذلك، سادت حالة من الذهول المنطقة.
ضربة تحمل رسائل سياسية خطيرة
ضرب العاصمة القطرية لا يمكن قراءته بمعزل عن المشهد السياسي الأوسع. قطر، التي لعبت دور الوسيط في ملفات عديدة بالمنطقة، وجدت نفسها فجأة طرفًا في مرمى النيران. هذا التحول قد يعيد رسم خريطة التحالفات. يحدث هذا خصوصًا أن الاستهداف جاء في وقت حساس تتزايد فيه الضغوط الدولية لإنهاء الحرب على غزة.
العرب على قلب رجل واحد
قوبل الهجوم بسيل من الإدانات العربية. أصدرت الخارجية القطرية بيانًا شديد اللهجة، ووصفت القصف بـ”العمل الجبان”. كما أعربت الإمارات ومصر والأردن والكويت والجزائر والمغرب وتونس عن تضامنها الكامل مع الدوحة. أكدت تلك الدول أن استهداف العواصم العربية يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي. وطالبت جامعة الدول العربية بتحرك دولي عاجل لوقف الاعتداءات وحماية سيادة الدول. اللافت أن البيانات العربية هذه المرة حملت نبرة أكثر وحدة وصلابة. هذا يعكس إدراكًا جماعيًا لخطورة انزلاق المنطقة نحو فوضى أوسع.
انقسام دولي ومجلس أمن مرتبك
الولايات المتحدة أبدت “قلقها البالغ”، لكنها اكتفت بالدعوة إلى ضبط النفس. في حين أعرب الاتحاد الأوروبي عن إدانته الصريحة للعملية العسكرية داخل قطر. أما روسيا والصين فقد حمّلتا إسرائيل المسؤولية عن توسيع دائرة الحرب. ودعتا إلى جلسة عاجلة بمجلس الأمن. هذا التباين في المواقف يعكس عمق الانقسام الدولي. كما يؤكد أن الهجوم لم يكن حدثًا عابرًا بل محطة فاصلة في مسار الصراع.
الإعلام بين التبرير والفضح
لم يغب الإعلام عن ساحة المعركة. حيث حاولت بعض المنصات الغربية تبرير الهجوم باعتباره “ضربة استباقية” ضد قيادات حماس. في المقابل، ركزت وسائل الإعلام العربية والدولية المستقلة على الخرق السافر للسيادة القطرية. إضافة لذلك، أكدت تلك الوسائل أن التصعيد الإسرائيلي ينذر بإشعال المنطقة برمتها.
الخليج في عين العاصفة
استهداف الدوحة لا يعني فقط توسيع رقعة النار ليشمل عاصمة جديدة، بل يؤكد أن المنطقة كلها باتت على صفيح ساخن. لبنان وسوريا تعرضتا مؤخرًا لهجمات مماثلة، واليوم قطر، وغدًا قد تكون عاصمة أخرى في مرمى الصواريخ. المعادلة واضحة: لا أحد في مأمن، والمشهد مرشح لمزيد من التعقيد إذا لم يتحرك المجتمع الدولي سريعًا لوقف هذا النزيف.