الولايات المتحدة – في أعقاب صدور ملحق غير منشور لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تزايدت المؤشرات على أن مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)،
المدعومة من الولايات المتحدة والمسؤولة عن توزيع المساعدات الإنسانية في القطاع، قد تعلق عملياتها في المستقبل القريب.
تفاصيل الاتفاق وتأثيراته
بحسب ما نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، فإن الوثيقة الملحقة بالاتفاق تنص على أن مسؤولية استلام وتوزيع المساعدات ستنقل إلى وكالات الأمم المتحدة. كما سيتم انتقال المسؤولية إلى المنظمات الدولية، وجمعية الهلال الأحمر، والدول النشطة في المنطقة.
ويعتبر هذا التغيير تحولا كبيرا في هيكلية تقديم المساعدات. إذ سيستبعد صندوق الإغاثة الإنسانية العالمي من دوره المحوري الذي اضطلع به في الأشهر الماضية.
ماهو دور مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)
أنشئ صندوق الإغاثة الإنساني العالمي بمبادرة أمريكية إسرائيلية مشتركة، وسرعان ما أصبح المنسق الرئيسي لعمليات توزيع المساعدات في غزة،
رغم ما أحاطه من شكوك متكررة تتعلق بتمويله، وأدائه الميداني، وفعالية آلياته اللوجستية.
وقد شهدت الأسابيع الأخيرة حوادث إصابة وفوضى في مواقع توزيع المساعدات، مما زاد من الضغط الدولي لإعادة هيكلة الجهود الإنسانية.
الموقف الأمريكي
في مقابلة صحفية مع “هآرتس”، أكد السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هكابي، أن أنشطة GHF مستمرة. كما نفى صحة التقارير التي تحدثت عن وقوع قتلى مدنيين في محيط مراكز التوزيع.
لكن إدراج بند استبعاد المؤسسة من اتفاق وقف إطلاق النار، ينظر إليه على نطاق واسع كدليل على تراجع الثقة الدولية. هناك شك في قدرة المؤسسة على إدارة الوضع الإنساني المعقد في غزة.
انعكاسات محتملة
في حال توقفت عمليات GHF، فإن ذلك سيمثل تحولا كبيرا في طبيعة الجهود الإغاثية. يحدث هذا في وقت يعاني فيه قطاع غزة من أزمة إنسانية خانقة. كما يوجد نقص حاد في الغذاء والدواء والخدمات الأساسية.
ويرى مراقبون أن إعادة المسؤولية إلى جهات أممية ورسمية قد يعزز من فاعلية توزيع المساعدات. هذا قد يقلل من التسييس المحتمل لهذه العملية.
تبقى الأيام المقبلة حاسمة في تحديد مستقبل مؤسسة غزة الإنسانية، ودورها في دعم المدنيين في غزة،
فيما يتطلع المجتمع الدولي إلى تعزيز الشفافية والكفاءة في الجهود الإنسانية، بعيدا عن التجاذبات السياسية والاختلالات التنظيمية.