القاهرة ، مصر – شهدت مدينة شرم الشيخ أمس فعاليات مؤتمر دولي استثنائي، جمع قيادات ومسؤولين من مختلف دول العالم، في لحظة فارقة من تاريخ المنطقة.
وأكد المشاركون أن السلام في الشرق الأوسط لم يعد ترفًا سياسيًا، بل ضرورة إنسانية. وأشادوا بدور مصر المحوري في قيادة الجهود الدبلوماسية الرامية لوقف الحرب في غزة وتهيئة الأرضية لحل دائم.
وأجمع المتحدثون على أن القاهرة كانت – ولا تزال – بوابة الاستقرار وصوت العقل في زمن الأزمات. لقد استندت إلى تاريخ من الوساطة والمواقف المتوازنة التي جعلت منها مركز الثقل السياسي في المنطقة.
كلينتون: مصر تقود الطريق نحو سلام حقيقي
في كلمة مؤثرة، أشاد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون بالتحركات المصرية المتواصلة لإعادة إحياء عملية السلام. وأكد كلينتون أن “مصر تقود الطريق نحو سلام حقيقي، وتملك من الحكمة والتاريخ ما يجعلها قادرة على جمع الفرقاء”.
وقال كلينتون إن اتفاق شرم الشيخ يمثل خطوة عملية نحو التهدئة وإعادة الثقة. ودعا الأطراف كافة إلى البناء على هذا الإنجاز والدفع بمسار سياسي شامل يضمن الحقوق ويوقف نزيف الدم.
سيناتور ديمقراطي: لا استقرار دون حل الدولتين
من جانبه، شدد السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنثال على أن الولايات المتحدة والعالم مطالبان بدعم حل الدولتين. ويرى أن ذلك هو الخيار الوحيد لضمان سلام دائم في المنطقة.
وأكد أن استمرار الصراع في غزة “يشكل خطرًا على الأمن الإقليمي والدولي”. ودعا إلى تحرك سريع لإنهاء الحرب وفتح الباب أمام مفاوضات جادة برعاية أممية ومصرية.
القاهرة.. صوت الحكمة في زمن الفوضى
وبرز خلال جلسات المؤتمر الدور المصري الواضح في ضبط الإيقاع السياسي والدبلوماسي، إذ نجحت القاهرة خلال الأشهر الماضية في إدارة مفاوضات معقدة لتثبيت وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، وفتح قنوات الحوار بين الفصائل الفلسطينية.
وأكد المراقبون أن مصر باتت اليوم بوابة الحل لا ساحة الأزمة، بفضل سياستها المتوازنة وحرصها على استقرار الإقليم.
مدينة السلام تكتب فصلاً جديدًا
واستعادت شرم الشيخ مكانتها كـ”مدينة السلام”. إذ احتضنت الحدث الدولي وسط رسائل أمل في أن يكون المؤتمر بداية لتحرك فعلي نحو تسوية شاملة.
وقد صدرت عن المؤتمر توصيات تدعم وقف إطلاق النار فورًا، وإطلاق مفاوضات سياسية عاجلة. دعوا إلى تكثيف الدعم الإنساني لغزة، مع التأكيد على أن الحل لا يمكن أن يكون إلا سياسيًا.