القاهرة، مصر – من على منصة الأمم المتحدة، جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تأكيده أن أنقرة لن تتهاون في الدفاع عن وحدة سوريا. واعتبر أن أي مشروع انفصالي يهدد الأمن الإقليمي ويفتح الباب أمام مزيد من الفوضى. وأوضح أن تركيا تنطلق من قناعة بأن الاستقرار في سوريا لا يتحقق إلا عبر الحفاظ على سيادتها الكاملة ورفض أي تقسيم جغرافي أو سياسي.
مصالح السوريين قبل الحسابات الدولية
في خطابه، شدد أردوغان على أن مصالح السوريين يجب أن تكون الأساس في أي تسوية. وذلك بعيدًا عن التدخلات الخارجية التي كثيرًا ما حولت الملف السوري إلى ساحة صراع دولي. وأكد أن الحلول الجزئية أو الامتيازات الممنوحة لفصائل بعينها ستبقي الأزمة مفتوحة. ولن تفضي إلى استقرار أو مصالحة وطنية شاملة.
انتقاد للمجتمع الدولي
ولم يفوّت الرئيس التركي الفرصة لتوجيه انتقادات حادة إلى المجتمع الدولي. ودعا المجتمع إلى موقف أكثر حزمًا تجاه إسرائيل، التي وصف سياساتها بأنها عائق رئيسي أمام السلام في المنطقة. وشدد على أن التغاضي عن الانتهاكات الإسرائيلية يقوّض الجهود الرامية إلى حل عادل للقضية الفلسطينية.
لقاء مرتقب مع الشرع
وكشف أردوغان أنه يعتزم عقد لقاء مع الرئيس السوري أحمد الشرع على هامش اجتماعات الجمعية العامة. هذه الخطوة تحمل دلالات سياسية على إمكانية فتح صفحة جديدة بين أنقرة ودمشق. وأكد أن المحادثات ستتناول مستقبل سوريا، إلى جانب ملفات غزة والعلاقات التركية الأميركية. هذا يشير إلى محاولة ربط الملفات الإقليمية ببعضها لإيجاد مقاربة شاملة.
كلمة في قمة “حل الدولتين”
كما سيشارك الرئيس التركي في قمة أممية خاصة تبحث مستقبل حل الدولتين. هذه القمة بمبادرة مشتركة بين فرنسا والسعودية. ويرى مراقبون أن كلمة أردوغان في هذا المحفل ستكون رسالة واضحة لدعم المسار الفلسطيني. وذلك في ظل تصاعد الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية، وفي وقت يتواصل فيه العدوان الإسرائيلي على غزة.
أبعاد سياسية ورسائل متعددة
تحمل تصريحات أردوغان أكثر من رسالة. الأولى إلى الداخل التركي للتأكيد على استمرار النهج الحازم في الملف السوري. والثانية إلى دمشق بفتح باب الحوار المباشر بعد سنوات من القطيعة. أما الثالثة فهي إلى العالم بأن أنقرة لا تزال لاعبًا رئيسيًا في القضايا الإقليمية الكبرى، سواء في سوريا أو فلسطين.