القاهرة، مصر – أطلقت فنزويلا مناورات عسكرية واسعة النطاق في منطقة الكاريبي، في خطوة اعتبرتها رداً مباشراً على ما وصفته بـ”التصعيد الأمريكي الأخير”. وأكد وزير الدفاع الفنزويلي، فلاديمير بادرينو لوبيز، أن هذه المناورات تهدف إلى إظهار قوة الدولة واستعدادها الكامل للدفاع عن سيادتها الوطنية. بالإضافة إلى ذلك، تهدف لتعزيز الجاهزية العملياتية للقوات المسلحة لمواجهة أي تهديد محتمل.
مشاركة شاملة للقوات المسلحة والميليشيات الشعبية
شارك في التدريبات أكثر من 2500 جندي، مدعومين بـ12 سفينة حربية، 22 طائرة، 20 زورق ميليشيا، ووحدات مدفعية متحركة. وشملت المناورات مشاركة الميليشيات الشعبية التي تضم احتياطيين وأعضاء من الحزب الاشتراكي الحاكم، إضافة إلى العاملين في شركات الدولة والمتقاعدين. كل ذلك كان إلى جانب القوات النظامية، في محاولة لتجسيد مفهوم “شعب مسلح ومستعد” على الأرض والبحر والجو.
محاكاة شاملة للعمليات العسكرية
أوضح بادرينو أن التدريبات، التي تستمر ثلاثة أيام، تتضمن إنزال قوات برية، الدفاع الجوي، استخدام الطائرات المسيرة، الحرب الإلكترونية، ومهام القوات الخاصة. كما تم تنفيذ تدريبات محاكاة لمواجهة هجمات بحرية وجوية. كذلك، تضمنت التصدي لمحاولات تسلل بري على الشواطئ، ضمن سيناريوهات حقيقية لتعزيز الاستجابة السريعة في حالات الطوارئ.
تصاعد التوتر مع واشنطن
تأتي هذه المناورات في أعقاب اتهامات أمريكية متكررة للحكومة الفنزويلية بالتساهل مع عصابات المخدرات، خاصة “ترين دي أراجوا”، التي صنفتها واشنطن كمنظمة إرهابية. ورد الرئيس نيكولاس مادورو متوعدًا بحق بلاده في الدفاع عن نفسها ضد أي عدوان محتمل. مؤكداً أن فنزويلا لن تتهاون في حماية سيادتها واستقلالها الوطني.
انتشار القوات الأمريكية في البحر الكاريبي
في خطوة لافتة، نشرت الولايات المتحدة سفنًا حربية في البحر الكاريبي بحجة مكافحة تهريب المخدرات. فيما قالت واشنطن إن قواتها قتلت عناصر من العصابة على متن سفينة محملة بالمخدرات. لكن الحكومة الفنزويلية رفضت هذا التصريح. اعتبرت أن العمليات الأمريكية تقع خارج نطاق القانون الدولي وتمثل تهديداً مباشراً للأمن الإقليمي.
تداعيات المناورات على الساحة الإقليمية والدولية
تحمل هذه المناورات رسالة قوية إلى المجتمع الدولي، مفادها أن فنزويلا جاهزة للدفاع عن نفسها بالقوة إذا لزم الأمر. ويعد تصعيد واشنطن بمثابة اختبار لعلاقات فنزويلا مع حلفائها الإقليميين والدوليين، خصوصاً روسيا والصين، اللتين تدعمان موقف كاراكاس السياسي والاقتصادي.
الرسالة الاستراتيجية تأتي المناورات لتؤكد أن فنزويلا لن تكون طرفاً ضعيفاً في مواجهة الضغوط الخارجية. وهي مستمرة في تعزيز قدراتها الدفاعية، وسط توازنات معقدة في البحر الكاريبي وأمريكا اللاتينية. حيث تتزايد المخاطر الأمنية وتتصاعد التهديدات الخارجية المباشرة.