أبوظبي،الإمارات العربية المتحدة – أُسدل الستار على فعاليات اليوم الرابع من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية. وقد أُقيم في مركز أدنيك أبوظبي، بعد أن شهد جدولًا حافلًا بالعروض التراثية والتجارب الثقافية الغنية. يُقام هذا الحدث العالمي في نسخته الثانية والعشرين تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة ورئيس نادي صقاري الإمارات. يتم تنظيمه من قبل مجموعة أدنيك، إحدى شركات مدن، وبالتعاون مع نادي صقاري الإمارات.
وقد شهد اليوم الرابع من المعرض مجموعة متميزة من الفعاليات التي أبرزت تنوع التراث الإماراتي. إلى جانب عروض مبتكرة تستشرف المستقبل. تفاعلت مع الزوار من مختلف الأعمار، مقدّمة أنماط حياة نابضة بالحيوية والمغامرة في الهواء الطلق. هذه الأنشطة تجذب الحاضرين إلى معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية.
فعاليات الأطفال في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية
وضمن مشاركتها كشريك تراثي في الدورة الثانية والعشرين من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، قدمت هيئة أبوظبي للتراث تجربة تفاعلية مميزة للأطفال. كان ذلك من خلال تحدي “حداد”، الذي يهدف إلى تعريف الجمهور بفن الصقارة، وما يحمله من مهارات وقيم إماراتية أصيلة.
وفي جناح الهيئة، يخوض الزوار تجربة رقمية عبر شاشة إلكترونية، حيث يتقمصون دور الصقار ويحلّقون افتراضيًا بصقر في سباق مع الزمن. يتضمن التحدي مجموعة من الأسئلة التراثية التي تختبر معرفة المشاركين. تُكسبهم نقاطًا تؤهلهم للانتقال إلى مراحل أكثر صعوبة، في رحلة تعليمية ممتعة. هذه النشاطات تعزز ارتباط النشء بتراثهم الوطني.
ومن أبرز الفعاليات التي استقطبت اهتمام الأطفال، “قرية الصقار الصغير”. احتضنت ورش عمل تطبيقية تتيح للصغار التعرف على عالم الصقور. تبدأ من أساليب التعامل الآمن معها، وصولًا إلى صناعة أدوات الصقارة التقليدية مثل البراقع والكواحل والجُسيات. كما شارك الأطفال في أنشطة فنية وحرفية مستوحاة من هذا التراث العريق. هذا يجعلهم يشعرون بارتباط مع الفعاليات مثل معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية.
وشهدت الفعالية أيضًا تقديم ورش تفاعلية في منطقة تعليم آداب المجلس الإماراتي وتحضير القهوة العربية. تعرّف الأطفال على تفاصيل الحياة البدوية التقليدية، بما في ذلك المخيمات الصحراوية وممارسات الصقارة. أما “منطقة العزبة” فقد خُصصت لغرس قيم الضيافة الإماراتية. كما علمت الأطفال فنون استقبال الضيوف، وآداب المجلس، والطريقة الصحيحة لصب وتقديم القهوة العربية. ذلك في إطار يهدف إلى ترسيخ هذه التقاليد الأصيلة في نفوس الأجيال القادمة.
منصة المعرفة: استكشاف عالم حشرات الصحراء
وفي إطار فعاليات منصة المعرفة، ألقت الدكتورة أنيثا ساجي، عالمة الحشرات الأولى وباحثة التنوع البيولوجي في هيئة البيئة – أبوظبي، محاضرةً ثريةً. تناولت فيها عالم حشرات الصحراء، مسلّطة الضوء على أهميتها الحيوية في النظام البيئي الصحراوي.
وأوضحت الدكتورة ساجي أن الحشرات لا تُعد مجرد عناصر ثانوية في الطبيعة، بل تلعب دورًا جوهريًا في الحفاظ على التوازن البيئي. تفعل ذلك من خلال مساهمتها في دورة المغذيات. بالإضافة إلى عمليات التحلل وتحسين خصوبة التربة. كما أكدت أن هذه الكائنات الصغيرة تُجسد مثالًا رائعًا على القدرة على التكيف. إذ لا تكتفي بالبقاء في بيئة الصحراء القاسية، بل تزدهر وتؤدي وظائف بيئية متعددة.
المعرض وجهة ثقافية ورياضية رائدة في المنطقة
يُعد معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية الحدث الأضخم من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. إذ يجمع تحت سقفه أحدث الابتكارات والتقنيات والاتجاهات في 15 قطاعًا متنوعا. تشمل هذه القطاعات الفروسية، والصيد بالصقور، والرماية، والتخييم، وسياحة الصيد. إضافة إلى رحلات السفاري، وصيد الأسماك والرياضات البحرية. كما تتضمن الفنون والحرف اليدوية، والعديد من الأنشطة الرياضية والترفيهية في الهواء الطلق. هذا يؤكد أهمية معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية كحدث محوري في المنطقة.
ويأتي المعرض هذا العام ببرنامج غني بالفعاليات والعروض والمسابقات. تحتفي هذه الفقرات بتراث دولة الإمارات وثقافتها الأصيلة، في تناغم مع روح الابتكار والتجديد. من خلال هذا المزيج الفريد، يواصل المعرض ترسيخ مكانته كمنصة عالمية لرياضات الصيد والفروسية. هو أيضاً مركز للتعليم وتبادل المعرفة، وملتقى لعقد الشراكات التجارية، إلى جانب دوره الريادي في تعزيز مفاهيم الاستدامة المبتكرة.
