بيليم، البرازيل – دخلت قمة المناخ COP30، التي تستضيفها مدينة بيليم في الأمازون، في طريق مسدود وتجاوزت موعدها النهائي المحدد مساء الجمعة. جاء ذلك بعد أن رفض الاتحاد الأوروبي مسودة الاتفاق النهائي، معتبرا أنها ضعيفة ولن تنجح في تعزيز الجهود العالمية للحد من انبعاثات الغازات المسببة لتغير المناخ.
وتتواصل المفاوضات حتى وقت متأخر من الليل. وقد سلطت الخلافات الحادة حول مستقبل الوقود الأحفوري والتمويل المناخي الضوء على صعوبة التوصل إلى إجماع. يحدث ذلك بين ما يقرب من 200 دولة حاضرة.
مواجهة حول الوقود الأحفوري والتمويل
جاء الرفض الأوروبي ليشعل المواجهة مجددا. خلت مسودة نص الاتفاق التي أصدرتها البرازيل من أي إشارة إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري. أثار ذلك غضب الكتلة المكونة من 27 دولة.
وقال مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون المناخ، فوبكي هوكسترا: “لن نقبل هذا تحت أي ظرف من الظروف”. مشيرا إلى أن الاتحاد قد “يتحرك خارج منطقة الراحة” فيما يخص تمويل الدول النامية. ولكن ذلك يحدث فقط إذا تم تعزيز أقسام النص المتعلقة بخفض الانبعاثات.
في المقابل، ردت بعض الاقتصادات الناشئة والمجموعة العربية على الموقف الأوروبي. طالبت الكتلة بتخصيص المزيد من التمويل لمساعدة الدول الأكثر فقرا على التكيف. ونقل عن مفاوض من دولة نامية قوله: “لا يمكننا العمل وفق مسار واحد فقط.” أضاف: “فإذا كان هناك مسار للوقود الأحفوري، فلا بد من وجود مسار آخر لتمويل المناخ.، بحسب رويترز.
المجموعةالعربية تحذر من انهيار المفاوضات
أبرزت المفاوضات مدى عمق الانقسام. ففي الوقت الذي طالبت فيه نحو 80 حكومة بخطة للتحول عن الوقود الأحفوري. أبلغت كتلة التفاوض في المجموعة العربية، التي تضم الإمارات والسعودية، اجتماعا مغلقا للمفاوضين. قالت إن صناعاتها في مجال الطاقة تقع خارج نطاق المناقشات.
وقالت مصادر إن السعودية سلمت بيانا من المجموعة العربية حذرت فيه من أن استهداف صناعاتها سيؤدي إلى انهيار المفاوضات.
دعوة للوحدة والخيارات الصعبة
ناشد رئيس مؤتمر الأطراف الثلاثين لتغير المناخ، أندريه كوريا دو لاغو، الوفود بالتوصل إلى توافق. قال: “لا يمكن أن تكون هذه أجندة تفرقنا. يجب أن نتوصل إلى اتفاق فيما بيننا.”
وأكد أن إظهار الوحدة متعددة الأطراف يعد إشارة مهمة. تأتي هذه الدعوة في ظل غياب الولايات المتحدة، التي وصف رئيسها دونالد ترامب الاحتباس الحراري بأنه خدعة.
ويشير مفاوضون إلى أن الخيارات المطروحة حاليا تشمل إدخال تعديلات طفيفة فقط على المسودة الحالية. وهناك أيضا خيار إبرام اتفاق جانبي منفصل وطوعي بشأن الوقود الأحفوري. وفي حال استمرار الجمود، يدرس المفاوضون الأوروبيون خيار الانسحاب من المحادثات بدلا من قبول النص الضعيف.


