القاهرة، مصر – ينتظر الشارع العربي بترقب بالغ ما ستسفر عنه قمة الدوحة الطارئة، التي تعقد في ظل ظرف استثنائي تمر به المنطقة. تتشابك الأزمات وتتقاطع الملفات الساخنة من الخليج إلى شمال أفريقيا. تأتي القمة بمثابة اختبار جديد لقدرة العرب على صياغة موقف موحد في مواجهة التحديات المتصاعدة. هذا سواء على صعيد الأزمات الإقليمية أو ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، التي لا تزال في قلب الأولويات.
أدوار محورية للإمارات ومصر والسعودية
وتشارك في القمة الدول العربية كافة. برزت أدوار محورية لكل من الإمارات ومصر والسعودية، التي تواصل تحركاتها الدبلوماسية المكثفة. يهدف ذلك لبلورة موقف عربي مشترك يوازن بين ضرورات الأمن القومي ومقتضيات الاستقرار الإقليمي. الإمارات حرصت على الدفع باتجاه توافق يرسخ مفاهيم التنمية والاستقرار. بينما أكدت مصر على مركزية القضية الفلسطينية وضرورة التوصل إلى حلول سياسية شاملة للأزمات العربية. أما السعودية، فكان حضورها لافتًا باعتبارها دولة محورية في معادلات الإقليم. تتمتع بثقل سياسي واقتصادي قادر على التأثير في مسار القرارات.
حضور واسع يعكس إدراكًا جماعيًا
القمة التي تستضيفها الدوحة تكتسب أيضًا أهمية خاصة. يأتي ذلك بالنظر إلى المشاركة الواسعة على مستوى القادة، ما يعكس إدراكًا جماعيًا لخطورة المرحلة الراهنة. فالملفات المطروحة على الطاولة لا تحتمل مزيدًا من التأجيل أو المراوغة. بل، تتطلب قرارات حاسمة تعيد الثقة إلى الشعوب العربية في مؤسسات العمل المشترك.
الموقف الأوروبي من القمة
أما على الصعيد الدولي، فقد تابعت الدول الأوروبية باهتمام انعقاد القمة. ترى هذه الدول فيها فرصة لإعادة ضبط إيقاع العلاقات مع العالم العربي. خاصة فيما يتعلق بالطاقة والهجرة ومكافحة الإرهاب. ورغم ترحيب العواصم الأوروبية بأي موقف عربي موحد يسهم في استقرار المنطقة، إلا أن هناك حرصًا على التأكيد بأن الحلول المستدامة لا يمكن أن تنفصل عن مسارات الحوار السياسي والدبلوماسية الوقائية.
تطلعات الشعوب العربية
الأنظار اليوم تتجه إلى الدوحة. يترقب الشارع العربي بيانات القمة وقراراتها، في أمل بأن تشكل خطوة فارقة نحو تجاوز حالة الانقسام. الهدف هو إعادة صياغة دور عربي فاعل ومؤثر في المشهد الدولي.