إنجلترا ، بريطانيا – كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة “BMJ” عن علاقة إيجابية بين تناول كمية محدودة من السكر خلال السنوات الأولى من الحياة، وانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب في مرحلة البلوغ. تشير النتائج إلى أن النظام الغذائي في أول 1000 يوم من حياة الطفل، والتي تمتد من فترة الحمل وحتى عمر السنتين تقريبا، يلعب دورا مهما في تحديد صحة القلب على المدى الطويل.
أهمية أول 1000 يوم في حياة الطفل
تعتبر هذه الفترة الحرجة فرصة حيوية لتشكيل أنماط غذائية صحية. توصي المنظمات الصحية بتجنب تقديم المشروبات السكرية والأطعمة المصنعة بكثرة للأطفال عند انتقالهم إلى الأطعمة الصلبة. هذه التوصيات تهدف إلى الحد من مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة مستقبلا.
تفاصيل الدراسة ونتائجها
استخدم الباحثون بيانات 63,433 مشاركا من قاعدة بيانات البنك الحيوي البريطاني، ممن ولدوا بين 1951 و1956 في المملكة المتحدة، ولم يكن لديهم تاريخ مرضي لأمراض القلب. وتمت مقارنة المشاركين الذين خضعوا لقيود على استهلاك السكر. في فترة إلغاء نظام الحصص الغذائية للسكر عام 1953 الذي فرض قيودا صارمة على كمية السكر اليومية، خاصة للأطفال دون سن الثانية. مع أولئك الذين لم يخضعوا لتلك القيود.
بلغ عدد المشاركين الذين خضعوا للحد من تناول السكر 40,063 شخصا، مقابل 23,370 لم يخضعوا لهذه القيود. كما تم تضمين مجموعة ضابطة من البالغين غير المولودين في المملكة المتحدة للمقارنة.
أظهرت النتائج أن الحد من تناول السكر في السنوات الأولى من الحياة ارتبط بانخفاض تدريجي في مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في مرحلة البلوغ. ويعزى ذلك جزئيا إلى تقليل مخاطر الإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم. حيث سجلت نسبة الانخفاض في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بين 20% و31%. وذلك عبر الفئات المدروسة، مع أقوى تأثير وقائي لمن خضعوا للحد من السكر منذ الولادة وحتى عمر السنتين.
أهمية الدراسة والقيود المحتملة
تعد الدراسة واسعة النطاق ومصممة بشكل جيد، لكن المؤلفين يقرون بأن نتائجها قائمة على الملاحظة. لا يمكن الجزم بعلاقة سببية مباشرة بين الحد من السكر وصحة القلب. من القيود الأساسية أيضا نقص البيانات التفصيلية عن النظام الغذائي الفردي للمشاركين. رغم ذلك، تؤكد الدراسة على أهمية الحد من استهلاك السكر في مراحل الطفولة المبكرة كإجراء وقائي محتمل لتعزيز صحة القلب على المدى الطويل.
تسلط هذه الدراسة الضوء على دور التغذية المبكرة في الوقاية من أمراض القلب، وتدعم توصيات الحد من تناول السكر للأطفال. هذا يعتبر جزء من استراتيجيات الصحة العامة لتعزيز مستقبل صحي أفضل للأجيال القادمة.