واشنطن ، الولايات المتحدة – أطلقت وكالة الفضاء الأميركية ناسا تحذيرًا جديدًا بشأن الارتفاع المتسارع في أعداد الأقمار الاصطناعية التجارية التي تجوب مدار الأرض. أكدت أن هذا التوسع غير المنضبط بات يهدد بشكل مباشر قدرة التلسكوبات الأرضية والفضائية على رصد السماء بوضوح. وهذا قد يعطّل عمليات البحث والاكتشاف العلمي خلال السنوات المقبلة.
وقالت الوكالة إن الوهج المنعكس من مجموعات الأقمار الاصطناعية، إضافة إلى الازدحام في المدارات المنخفضة، يؤديان إلى تشويش الصور الفلكية. لهذا، تظهر مسارات ضوئية تعيق التقاط إشارات دقيقة من أعماق الفضاء. الأمر الذي يضع العلماء أمام تحديات متزايدة مع ازدياد مشاريع الاتصالات الفضائية الضخمة.
وأوضح فريق الأبحاث في ناسا أن استمرار إطلاق المئات – وربما الآلاف – من الأقمار الجديدة سنويًا قد يدفع المجتمع العلمي إلى إعادة تصميم أنظمة الرصد. أو يتوجب نقل بعض المهام إلى مدارات أعلى وأكثر تكلفة. فهم حذرين من أن الوضع الحالي “غير مستدام” على المدى البعيد.
ويرى خبراء أن التأثير لا يقتصر على الرصد الفلكي فحسب. بل يمتد إلى دقة مراقبة الكويكبات والمذنبات والأجسام القريبة من الأرض. هذا قد يقلل من قدرة العلماء على تتبع المخاطر الفضائية مبكرًا.
وتدعو الوكالة إلى وضع إطار تنظيمي دولي يحدد سقف الإطلاقات. كما يُلزم الشركات باتباع معايير تقلل الوهج والانعاكسات. وتشدد على أن الحفاظ على نافذة البشرية نحو الكون مسؤولية مشتركة لا تحتمل التأخير.

