القاهرة. مصر – في خطاب وُصف بالاستراتيجي، أعلن الرئيس الكوري الجنوبي لي جيه ميونج أن بلاده تستعد لمرحلة جديدة من القيادة الدفاعية المشتركة مع الولايات المتحدة. تقوم على استعادة السيطرة الكاملة على العمليات العسكرية بالتنسيق مع الحليف الأمريكي. وذلك لمواجهة ما وصفه بـ”التهديدات الخطيرة المتزايدة من كوريا الشمالية“.
وأضاف الرئيس، خلال كلمته في الذكرى الـ77 لتأسيس القوات المسلحة، أن “القدرة الدفاعية المشتركة القوية بين سيول وواشنطن ستشكل ركيزة لضمان السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية. كما ستُسهم في تعزيز أمن المنطقة وازدهارها”.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تصعّد فيه بيونج يانج من برامجها الصاروخية والنووية، وسط قلق إقليمي ودولي متزايد. حيث نفذت كوريا الشمالية مؤخرًا تجارب صاروخية متكررة. ما دفع الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية إلى تكثيف تدريباتها العسكرية المشتركة، والتأكيد على تماسك تحالفها الثلاثي.
ويشير مراقبون إلى أن استعادة سيول لقيادة عملياتها العسكرية في أوقات الحرب تمثل تحوّلًا كبيرًا في تاريخها الأمني. إذ كانت القيادة العسكرية منذ الحرب الكورية (1950 – 1953) بيد قيادة الأمم المتحدة التي تقودها واشنطن. قبل أن تنتقل عام 1978 إلى القيادة المشتركة الكورية – الأمريكية. ورغم أن سيول استعادت السيطرة على عمليات السلم منذ عام 1994، فإن إعلان اليوم يفتح الباب أمام استقلالية أوسع. كل ذلك مع الحفاظ على التحالف الدفاعي الراسخ مع واشنطن.
ويؤكد خبراء أن هذه الخطوة ليست مجرد شأن عسكري. بل تحمل رسائل سياسية واضحة لبيونج يانج وللمنطقة بأسرها بأن كوريا الجنوبية تسعى لتكون فاعلًا رئيسيًا في صياغة معادلة الأمن الإقليمي. ويتم ذلك بالتوازي مع التزامها بتحالفها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة.