مقديشيو،الصومال-أكد وزير الإعلام الصومالي، داود أويس جامع، رفض بلاده القاطع لأي توجه إسرائيلي نحو الاعتراف بما يُسمى «أرض الصومال».
وقد وصف جامع هذه الخطوة بأنها خرق صريح لسيادة الدولة وهجوم مباشر على وحدة أراضيها؛
الأمر الذي يتنافى تماما مع القوانين والشرعية الدولية، ويضع العراقيل أمام مساعي مقديشو في ترسيخ مؤسسات الدولة وتعزيز الأمن القومي.
توقيت حساس يستهدف المكاسب السياسية
وفي السياق ذاته، أوضح وزير الإعلام في مداخلة مع قناة «القاهرة الإخبارية» أن هذا الاعتراف المزعوم يأتي في توقيت دقيق للغاية؛
إذ يهدف إلى تقويض التقدم السياسي الملموس الذي أحرزته الصومال مؤخراً على الساحتين الإقليمية والأفريقية.
وبناء عليه، ترى الحكومة الصومالية أن مثل هذه التحركات تمثل ضربة لجهود الاستقرار،
خاصة وأن الصومال يسعى لاستعادة دوره الفاعل في دعم الأمن الجماعي داخل القارة السمراء.
وحدة الصومال “خط أحمر” لا يقبل التجزئة
علاوة على ذلك، شدد جامع على أن سيادة الصومال ووحدته الوطنية “غير قابلة للمساومة أو التجزئة” تحت أي مبرر كان.
وحيث إن الحكومة ترفض بشدة فرض وقائع سياسية جديدة على الأرض، فقد أكد الوزير أن الصومال ماضٍ في الدفاع عن حقوقه المشروعة بكل الوسائل الدبلوماسية؛
وذلك لضمان عدم التدخل في شؤونه الداخلية أو المساس بسلامة حدوده المعترف بها دولياً.
مخاطر زعزعة الاستقرار الإقليمي
ومن ناحية أخرى، حذر المسؤول الصومالي من أن الخطوة الإسرائيلية لن يقتصر أثرها على الداخل الصومالي فحسب،
بل ستؤدي إلى إثارة التوتر وزعزعة الأمن في منطقة القرن الأفريقي بأكملها.
وبما أن المنطقة تعاني بالفعل من تحديات أمنية معقدة، فإن تشجيع النزعات الانفصالية سيفتح الباب أمام موجة جديدة من الاضطرابات؛
وهذا مما يتطلب موقفا دوليا حازما يحترم سيادة الدول ويمنع تفاقم الأزمات الإقليمية.
خلاصة التحرك الدبلوماسي لمقديشو
أكد جامع أن الصومال سيواصل التنسيق مع شركائه الدوليين والإقليميين لشرح خطورة هذا التوجه وتداعياته الكارثية.
ومن ثم، يظل الرهان على وعي المجتمع الدولي بضرورة الحفاظ على استقرار القارة الأفريقية،
وهو ما تسعى مقديشو لتحقيقه من خلال قنواتها الدبلوماسية،
وذلك بما يضمن حماية مكتسبات الشعب الصومالي ومنع أي محاولات لتقسيم بلادهم.


