واشنطن،أمريكا-وجه السيناتور الأمريكي، ماركو روبيو، انتقادات حادة لما وصفهم بـ«المهوّلين» الذين أدانوا قرار إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)؛ إذ اعتبر أن مخاوفهم مبالغ فيها،
مؤكداً أن وزارة الخارجية الأمريكية قادرة تماما على تولّي دور تقديم الدعم الخارجي بكفاءة أكبر.
وفي هذا السياق، صرح روبيو لشبكة “فوكس نيوز” بأن الولايات المتحدة تدخل «عصراً جديداً من المساعدات الخارجية»
إنهاء المشروعات الأيديولوجية
علاوة على ذلك، أوضح روبيو أن الهدف من هذا القرار هو إنهاء ما وصفه بـ«المشروعات الأيديولوجية المتطرفة»،
والتي فرضتها إدارات سابقة، والتي أجبرت دافعي الضرائب الأمريكيين على تمويلها لسنوات.
وبالإضافة إلى ذلك، يسعى القرار إلى تفكيك ما سماه «مجمع المنظمات غير الحكومية المُهدر»،
مؤكداً أن هذه المنظومة استنزفت الموارد دون تحقيق نتائج تتناسب مع حجم الإنفاق الضخم.
بديل وزارة الخارجية وآليات الرقابة
ومن ناحية أخرى، شدد السيناتور الأمريكي على أن وزارة الخارجية تمتلك من الإمكانات
والكوادر ما يسمح لها بسد أي فراغ ناتج عن إغلاق الوكالة.
بيد أن هذا الدعم سيُقدم مستقبلاً وفق أولويات ترتبط بالمصلحة الأمريكية المباشرة،
وبناء عليه، سيتم فرض آليات رقابة أشد صرامة على الإنفاق
وهذا لضمان وصول المساعدات إلى أهدافها الحقيقية بعيدا عن الأجندات الحزبية.
خلفية الأزمة: أداة سياسية تحت المجهر
جدير بالذكر أن وكالة «USAID» تُعد منذ عقود إحدى أبرز أدوات السياسة الخارجية الأمريكية،
خاصة في دول العالم الثالث؛ حيث لعبت دورا رئيسيا في قطاعات الصحة والإغاثة الإنسانية.
إلا أن الوكالة تعرضت مؤخرا لانتقادات متزايدة من التيار المحافظ، الذي اتهمها بتسييس المساعدات
وتوجيهها لخدمة أجندات فكرية لا تمثل الإجماع الأمريكي.
تداعيات محتملة ومخاوف دولية
ختاماً، يثير هذا القرار مخاوف جدية في العديد من الدول النامية التي تعتمد بشكل كبير على برامج الوكالة؛
الأمر الذي قد يؤدي إلى اضطرابات في قطاعات حيوية مثل الأمن الغذائي.
وفي المقابل، يرى مؤيدو هذه الخطوة أنها ستمهد الطريق لتقليص الهدر وزيادة فاعلية الدعم،
حتى وإن تسببت في مرحلة انتقالية صعبة على الصعيد الدولي.


