واشنطن ، الولايات المتحدة – حذر الكاتب الأمريكي ويليام جالستون، في مقال رأي نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، من أن كييف قد تكون في “مأزق عميق”. هذا إذا جاء الاتفاق النهائي للسلام مع روسيا مشابهًا لمسودة الخطة المكوّنة من 28 بندًا التي يجري تداولها خلف الكواليس. وأوضح أن البنود الأولية للمسودة تعطي انطباعًا بأن أوكرانيا قد تُجبر على تقديم تنازلات كبرى. وهذه التنازلات تمس سيادتها ووحدة أراضيها.
مخاطر على مستقبل أوكرانيا
يشير التحليل إلى أن المسودة الحالية تميل لصالح موسكو. وذلك من حيث تثبيت خطوط السيطرة على الأرض وفرض قيود على تسليح أوكرانيا مستقبلاً. ويضاف إلى ذلك بنود قد تؤدي فعليًا إلى تجميد النزاع بدلًا من إنهائه.
ويرى جالستون أن قبول كييف بهذه البنود سيجعلها في وضع ضعيف على المدى الطويل. وسيساهم في جعل أي مواجهة مستقبلية مع روسيا أكثر احتمالًا. وهذا خصوصًا إذا لم تتضمن الخطة ضمانات أمنية صلبة من الغرب.
دور الغرب في صياغة الاتفاق
يتساءل المقال عن مدى استعداد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لتقديم تعهدات أمنية فعلية للحكومة الأوكرانية بعد انتهاء الحرب. ويعتبر أن غياب مثل هذه التعهدات سيضع كييف تحت ضغط شديد للقبول باتفاق غير عادل.
كما يشير إلى أن بعض العواصم الغربية باتت تميل إلى “وقف الحرب بأي ثمن”. ويأتي ذلك في ظل الإرهاق الاقتصادي والسياسي الذي سببه الصراع المستمر منذ فبراير 2022.
اتفاق قد يعيد رسم الخريطة
يخلص جالستون إلى أن المسودة بصيغتها الحالية قد تفرض واقعًا جيوسياسيًا جديدًا. وهذا الواقع يعيد رسم خريطة النفوذ في شرق أوروبا. وقد يمنح موسكو مكاسب ميدانية وسياسية دون تكلفة تُذكر.
ويحذر من أن أوكرانيا قد تجد نفسها أمام اتفاق سلام يحمل اسمًا فقط، لكنه في جوهره “استسلام مبطن”.
ويختتم الكاتب بأن أي خطة سلام لا تعالج مخاوف كييف الأمنية ولا تعيد الاعتبار للقانون الدولي ستُعد وصفة لصراع جديد في المستقبل. لذا، يدعو الغرب إلى عدم استعجال اتفاق “غير ناضج” قد يشعل حربًا ثانية بعد سنوات قليلة.


