صوت الامارات – أصدر عدد من القادة والمشايخ المنشقين عن تنظيم القاعدة في اليمن، يوم 14 نوفمبر، بيانا شديد اللهجة. اتهموا فيه القيادة الحالية بـ ”الانحراف عن المبادئ وتسييس المحاكم”، ودعوا إلى الاحتكام إلى “محكمة مستقلة” للنظر في قضايا الجرائم والفساد والخلافات الداخلية داخل التنظيم.
ونشر البيان عبر قنوات مشفرة على تطبيقات التواصل الآمن مثل تلغرام. كما نشر روابط على شبكة الدارك ويب. مشيرين إلى ما وصفوه بـ”الانحرافات الحديثة” في سياسات التنظيم. وكان ذلك بما في ذلك التوسع غير المنضبط نحو التحالفات مع جماعات إقليمية أخرى. كذلك التركيز على الاستقرار الداخلي في اليمن وسوريا. تم ذلك على حساب “الجهاد العالمي المباشر ضد الغرب”، و”التخاذل أمام الضغوط الاستخباراتية الدولية” وتقليص العمليات الخارجية.
وقال الباحث في الأمن الإقليمي والإرهاب أحمد سلطان لـ”صوت الإمارات” إن الخلافات داخل قاعدة اليمن ليست وليدة اللحظة، مشيرا إلى تصاعدها خلال السنوات الأخيرة. حدث ذلك بين تيار الجهاد المعولم المرتبط بالقاعدة وتيار الجهاد المحلي. وأضاف أن ضعف القيادة المركزية للتنظيم جعل التنسيق شبه معدوم. وأوضح أن غالبية المقاتلين على الأرض تميل للتركيز على القضية اليمنية المحلية أكثر من الالتزام بأجندة القاعدة العالمية، رغم تمسك القيادة العامة بخطها القديم.
وأوضح سلطان أن “جيل المقاتلين الحالي لم يعاصر الساحات الأفغانية أو الجهادية المعولمة”. وأكد أن الانقسامات الداخلية مستمرة. لا سيما مع استمرار انشقاق عدد من القادة. من أبرزهم أبو عمر النهدي، الذي يمثل أحد الأمثلة الشهيرة على هذه الظاهرة.
وتظهر هذه الانقسامات حجم التحديات التي تواجه تنظيم القاعدة في اليمن. سواء على مستوى استراتيجيته أو إدارة موارده. ما قد يعزز فرص استمرار الانشقاقات وضعف التنسيق بين الفروع المحلية والعالمية للتنظيم.


