القاهرة، مصر – أثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جدلاً واسعًا بعدما وصف اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن معاهدة “نيو ستارت” لتقليص الأسلحة النووية بأنه “فكرة جيدة”. جاء ذلك في تصريح اعتبره مراقبون تلميحًا إلى رغبة ترامب في إعادة ترتيب أوراق العلاقة مع موسكو. ربما يسعى لفتح صفحة جديدة من التفاهمات الاستراتيجية في حال عودته إلى البيت الأبيض.
وقال ترامب في تصريحات له إن “العالم بحاجة إلى قادة عقلاء قادرين على تجنّب الكارثة النووية”. مشيرًا إلى أن اقتراح بوتين بشأن تمديد العمل بالمعاهدة أو إعادة صياغتها بما يتناسب مع المتغيرات الدولية “يستحق الدراسة الجادة”.
تصريحات ترامب جاءت في وقت تتصاعد فيه التوترات بين روسيا والغرب على خلفية الحرب في أوكرانيا. يحدث ذلك وسط سباق تسلّح متسارع، وتراجع لمستويات الثقة بين واشنطن وموسكو إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة.
ويرى محللون أن ترامب يسعى من خلال هذا الموقف إلى توجيه رسالة مزدوجة. الأولى للناخب الأمريكي مفادها أنه الرجل القادر على “إعادة العالم إلى طاولة التفاوض بدل حافة الحرب”. أما الرسالة الثانية للكرملين بأنه “لا مانع من تفاهم جديد” يعيد رسم موازين القوى العالمية إذا عاد إلى السلطة.
ومن المعروف أن معاهدة “نيو ستارت”، الموقعة عام 2010 بين الولايات المتحدة وروسيا، تهدف إلى الحد من الرؤوس النووية الاستراتيجية المنشورة لدى الطرفين. وهي المعاهدة الوحيدة المتبقية بين القوتين النوويتين بعد انسحاب واشنطن في عهد ترامب من عدد من الاتفاقيات السابقة.
ويشير مراقبون إلى أن إشادة ترامب ببوتين في هذا التوقيت تحمل أبعادًا انتخابية واضحة. خصوصًا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث يحاول الزعيم الجمهوري الظهور بمظهر رجل الدولة القادر على استعادة “التوازن الدولي المفقود”. يأتي ذلك في مقابل سياسة إدارة بايدن التي يتهمها بأنها “دفعت العالم إلى حافة الهاوية”.


