القاهرة، مصر – قال نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تناقش بجدية طلب أوكرانيا للحصول على صواريخ “توماهوك” الأمريكية بعيدة المدى. لكنه شدد على أن القرار النهائي “لن يُحسم إلا من جانب الرئيس نفسه”.
وأوضح فانس، في مقابلة مع شبكة أمريكية، أن النقاش داخل البيت الأبيض يتجاوز البُعد العسكري إلى حسابات سياسية واستراتيجية أوسع. وأشار إلى أن ترامب “يضع المصلحة الوطنية للولايات المتحدة فوق أي اعتبار آخر”، وأنه لن يتخذ أي خطوة قد تجر واشنطن إلى مواجهة مباشرة مع روسيا.
حسابات سياسية معقدة
تأتي هذه التصريحات في وقت حساس تشهد فيه الجبهة الأوكرانية تصعيداً عسكرياً روسياً متواصلاً. هذا يزيد من ضغوط كييف على حلفائها الغربيين للحصول على أسلحة نوعية. لكن ملف صواريخ “توماهوك” يُعد من أعقد الملفات داخل الإدارة الأمريكية. إذ أن هذه الصواريخ لم تُمنح من قبل لأي دولة خارج حلف شمال الأطلسي بشكل رسمي، وهو ما يجعل القرار مثقلاً بالاعتبارات الاستراتيجية.
ما هي صواريخ “توماهوك”؟
تُعد صواريخ “توماهوك” من أبرز أسلحة الترسانة الأمريكية. وهي صواريخ جوّالة بعيدة المدى (يتجاوز مداها 1500 كيلومتر). قادرة على ضرب أهداف دقيقة داخل العمق المعادي. استخدمتها الولايات المتحدة على نطاق واسع منذ حرب الخليج عام 1991. مروراً بحرب العراق 2003، وصولاً إلى تدخلات في سوريا وليبيا. وتُعرف هذه الصواريخ بقدرتها على التحليق على ارتفاعات منخفضة لتفادي الرادارات. هذا يمنحها ميزة استراتيجية حاسمة.
قلق من التصعيد
ويرى مراقبون أن مجرد طرح فكرة تزويد كييف بهذه الصواريخ يمثل إشارة قوية لموسكو. لكنه في الوقت ذاته يثير مخاوف من أن يؤدي إلى تصعيد غير مسبوق. إذ تعتبر روسيا أن إدخال أسلحة بعيدة المدى في الصراع “خطاً أحمر” قد يستدعي رداً مباشراً.
توازنات داخلية وخارجية
سياسياً، يحاول ترامب أن يوازن بين وعوده الانتخابية بعدم الانجرار إلى حروب جديدة. وبين الضغوط الأوروبية التي تطالب بمزيد من الالتزام الأمريكي بأمن القارة. لذا يبقى الملف مفتوحاً على كل الاحتمالات، بانتظار ما سيقرره الرئيس الأمريكي في المرحلة المقبلة.