القاهرة، مصر – دخلت الحرب على غزة يومها الـ718. يحدث هذا وسط تصعيد عسكري متواصل وغارات إسرائيلية جديدة استهدفت مناطق متفرقة من القطاع، خلّفت قتلى وجرحى. في وقت يتزايد فيه الضغط السياسي والدبلوماسي على إسرائيل بعد سلسلة اعترافات متلاحقة بالدولة الفلسطينية من قبل قوى غربية.
تصعيد عسكري متواصل
شنّ الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات جوية على أحياء سكنية في مدينة غزة ومحيطها. أسفرت الغارات عن سقوط ضحايا بينهم نساء وأطفال. وأكدت وسائل إعلام فلسطينية مقتل أربعة أشخاص على الأقل في قصف استهدف بناية سكنية بشارع عمر المختار. فيما لقي صيادان مصرعهما بنيران البحرية الإسرائيلية قبالة سواحل خانيونس جنوب القطاع.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط برتبة رائد يقود سرية في الكتيبة 77 خلال معارك شمالي غزة. وبذلك، يرتفع عدد القتلى من الضباط والجنود الإسرائيليين منذ اندلاع الحرب إلى 911، وفق الأرقام المعلنة من تل أبيب.
اعترافات دولية بفلسطين
سياسيًا، شهدت أروقة الأمم المتحدة تطورًا وُصف بالتاريخي. جاء هذا مع إعلان فرنسا وعدة دول أوروبية أخرى اعترافها الرسمي بدولة فلسطين. وذلك في مسعى لتكثيف الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
وجاءت هذه الخطوة بعد يوم واحد فقط من اعتراف مماثل من بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال. هذا يعكس موجة متصاعدة من الاعترافات الدولية التي تهدف إلى إعادة إحياء حل الدولتين ووقف دوامة العنف.
رفض إسرائيلي – أمريكي
إسرائيل والولايات المتحدة سارعتا إلى رفض هذه الاعترافات. وصفتاها بأنها إجراءات أحادية الجانب من شأنها تقويض الجهود الدبلوماسية الجارية. ترى تل أبيب أن هذه الخطوات تمنح حركة حماس وحلفاءها شرعية دولية. بينما تعتبرها واشنطن عائقًا أمام ما تسميه “مسارًا تفاوضيًا متوازنًا”.
ضغوط في الأمم المتحدة
في موازاة ذلك، تواصلت اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقادة آخرون إلى وقف فوري لإطلاق النار وبدء عملية سياسية جدية تفضي إلى حل الدولتين. وتؤكد مصادر دبلوماسية أن الاعترافات المتتابعة بفلسطين تمثل رسالة واضحة لإسرائيل بأن صبر المجتمع الدولي بدأ ينفد. كما أن استمرار الحرب لم يعد مقبولًا سياسيًا ولا إنسانيًا.
مأساة إنسانية مستمرة
على الأرض، يتفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة مع استمرار نزوح الآلاف من شمال القطاع نحو الجنوب. كل هذا في ظل دمار واسع للبنية التحتية ونقص حاد في الغذاء والدواء والوقود. وتصف منظمات الإغاثة الوضع بأنه “كارثة ممتدة”. تحذر من أن استمرار العمليات العسكرية يهدد بانهيار شامل للحياة المدنية في القطاع المحاصر.