القاهرة، مصر – أكد رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، أن المفاوضات الجارية بوساطة أمريكية مع إسرائيل قد تفضي إلى اتفاق قريب يشبه اتفاق عام 1974. ومع ذلك، أشار إلى أنه لا يعني ذلك التطبيع مع تل أبيب. وأضاف الشرع أن سوريا تعرف كيفية القتال لكنها لم تعد تريد الحرب. كما أوضح أن الهجمات الأخيرة في السويداء مثلت فخاً أثناء اقتراب المفاوضات من نهايتها.
وأشار إلى أن أي استهداف لمبنى الرئاسة أو وزارة الدفاع يُعد إعلاناً للحرب، لكنه شدد على أن الاتفاق الأمني مع إسرائيل “لا مفرّ منه”. ومع ذلك، كانت لديه شكوك حول التزام الجانب الإسرائيلي به.
خطوة أمريكية جديدة تجاه سوريا
تزامن حديث الشرع مع رفع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، علم بلاده على مبنى السفارة السورية في واشنطن. وكان ذلك في إشارة إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات السورية الأمريكية. وهذا يشمل رفع العقوبات، بما فيها قانون قيصر، في حال تحقق تفاهم شامل.
خريطة مقترحة لتقسيم الجنوب السوري
كشف المعهد الأمريكي لدراسات الحرب عن خريطة توضح مقترحاً لتقسيم المنطقة الجنوبية في سوريا لأغراض أمنية مستقبلية قرب الحدود مع إسرائيل:
المنطقة الأولى: توسيع المنطقة العازلة الحالية بمقدار كيلومترين داخل الأراضي السورية. كما يُمنع انتشار القوات الثقيلة ويسمح فقط للشرطة وأجهزة الأمن بالدخول.
المنطقة الثانية: تقع بعد المنطقة العازلة مباشرة، وستخضع لقيود على انتشار الجيش والأسلحة الثقيلة، مع السماح للقوى الأمنية المحلية بالعمل.
المنطقة الثالثة: تمتد حتى دمشق، وستكون منطقة حظر جوي، بينما لم يتم تحديد طبيعة القوات المسموح لها الانتشار فيها بعد.
تتضمن الخطة انسحاباً تدريجياً للقوات الإسرائيلية من الأراضي السورية المحتلة. مع ذلك، يوجد استثناء لجبل الشيخ. كما يتم الحفاظ على ممر يسمح بضرب أهداف إيرانية مستقبلية إذا اقتضت الحاجة.
تطورات المفاوضات ومواعيد محتملة للتوقيع
وفق التقارير، توصل الطرفان إلى تفاهمات حول أكثر من 95% من البنود. هناك احتمال لتوقيع الاتفاق خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 سبتمبر/أيلول، أو في البيت الأبيض يوم 29 سبتمبر. ذلك بحضور الرئيسين الأمريكي والسوري ونتنياهو. مع بقاء العقبة الأساسية هي تردد الشرع في لقاء نتنياهو بسبب استمرار التوتر في غزة.
تقييم الخبراء
يرى الخبير الإسرائيلي إيال زيسر أن الاتفاق الأمني المقترح يمثل خطوة أمريكية واضحة لإعادة صياغة العلاقة مع النظام السوري الجديد. وهو يشير إلى أن سوريا غير قادرة على مواجهة إسرائيل عسكرياً بعد سنوات الحرب. لذلك، الاتفاق يشكل فرصة لتحقيق الاستقرار على الحدود الجنوبية.
وأكد زيسر أن أي اتفاق يجب أن يكون شاملاً ليعالج ملفات القنيطرة، السويداء، وجبل الشيخ. يجب أن يضمن الاتفاق تهدئة الوضع الإقليمي ويحول الفوضى إلى عنصر استقرار.


