الشباب بين جوع العالم وتخاذل الكبار

لقد آن الأوان أن يتحرك المجتمع الدولي من دائرة التصريحات إلى ميدان الفعل، فالمجاعة لم تعد أزمة محلية أو عابرة، بل تهديدًا لأجيال بأكمله

زمن القراءة بالدقائق: 3
صورة تعبيرية بالذكاء الاصطناعي لصوت الإمارات


القاهرة، مصر – أكثر من 300 مليون إنسان حول العالم يعيشون تحت وطأة الجوع الشديد وفق برنامج الأغذية العالمي. لكن خلف هذه الأرقام الباردة تختبئ قصص شباب يحاربون من أجل البقاء، وسط مشاهد قاسية من الحرمان وانعدام الأمن الغذائي.

غزة.. مجاعة تحت القصف

في غزة، حيث تتقاطع المأساة الإنسانية مع القصف اليومي، يروي صانع المحتوى حسام الخالدي تفاصيل فقدانه معظم أفراد أسرته. ورحلته اليومية لتأمين شربة ماء أو كسرة خبز هي قصة صمود أخرى. ومع ذلك، لم يستسلم، بل حوّل معاناته إلى محتوى يشارك به مع الملايين على منصات التواصل. ليصبح شاهدًا حيًا على مجاعة أُعلنت رسميًا.

أما يوسف أبو عميرة، الشاب الذي تحدى إعاقته، فقد أطلق مبادرة لإطعام الناس في القطاع المحاصر. هو يثبت أن روح الشباب قادرة على صناعة الأمل حتى في أقسى الظروف.

السودان.. الجوع يلتهم الأحلام

في السودان، الذي أنهكته الحروب المتتالية، يصف الأطباء مشهدًا أكثر قسوة. يتحدثون عن نقص حاد في الغذاء والدواء، وأطفال ينامون على بطون خاوية. وسط هذه الكارثة، يحاول شباب متطوعون جمع ما تيسر من غذاء ودواء. ثم يقومون بتوزيعه على المحتاجين برغم المخاطر الأمنية وظروف النزوح.

اليمن.. رحلة البحث عن لقمة

اليمن، البلد الغارق في الحرب منذ سنوات، يعيش شبابه رحلة يومية شاقة للبحث عن لقمة تسد رمقهم. في مخيمات النزوح، تتحول الأم الشابة إلى رمز للبقاء. تخرج في الصباح لتأمين وجبة لأطفالها، فيما يقف شباب آخرون في طوابير طويلة بانتظار المساعدات.

سوريا.. أمل في قلب المعاناة

في محافظة السويداء السورية، يحاول الشباب مواجهة الحصار الاقتصادي وانعدام الموارد بطرق مبتكرة. يفعلون ذلك عبر مبادرات لتأمين المستلزمات الأساسية وتبادل المواد الغذائية بين الأسر. يعكس المشهد قدرة الشباب على التكيّف رغم انعدام الأفق.

الشباب.. وقود الصمود

من غزة إلى اليمن والسودان وسوريا، يظهر الشباب كخط الدفاع الأخير أمام الجوع والمجاعة. يواجهون الموت بصبر وإبداع، بينما يكتفي العالم بالبيانات والوعود. وبينما تتقاذف الحكومات المسؤوليات، يكتب الشباب يوميًا رواية البقاء بإرادة لا تنكسر.

دعوة لا تحتمل التأجيل

لقد آن الأوان أن يتحرك المجتمع الدولي من دائرة التصريحات إلى ميدان الفعل. فالمجاعة لم تعد أزمة محلية أو عابرة، بل تهديدًا لأجيال بأكملها. وعلى رأسها الشباب الذين يدفعون الثمن الأكبر، ويثبتون كل يوم أن إرادة الحياة أقوى من الموت.

شارك هذا الخبر
اترك تقييما

اترك تقييما

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version