الشرق الأوسط.. الصراع إلى أين؟

زمن القراءة بالدقائق: 3
صورة بالذكاء الاصطناعي الخاص بصوت الإمارات تعبر عن الصراع في الشرق الأوسط

القاهرة، مصر – الشرق الأوسط ليس مجرد خريطة على شاشة الأخبار، بل مسرح مفتوح للصراعات. المنطقة التي يسكنها أكثر من 450 مليون إنسان وتحتوي على قرابة نصف احتياطي النفط في العالم، تعيش فوق بركان. كل دولة تقريبًا تحمل على ظهرها عبء أزمة: حرب هنا، توتر هناك، وملايين البشر بين النزوح والفقر والانتظار.

الحروب التي لا تنطفئ

غزة وحدها تكفي لتلخيص المشهد. منذ أكتوبر 2023 وحتى منتصف 2025، قُتل أكثر من 62 ألف فلسطيني ودُمرت البنية التحتية بنسبة تقترب من 70%. أكثر من 1.9 مليون نازح يبحثون عن مأوى لا يجدونه.

في اليمن، ما زال الصراع يحاصر الناس: 21.6 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات، أي سبعة من كل عشرة مواطنين. سوريا ليست أفضل حالًا، أكثر من 500 ألف قتيل منذ 2011، وما يقارب 14 مليون إنسان بين لاجئ ونازح. وكأن عقارب الساعة توقفت هناك منذ أكثر من عقد.

اقتصاد على حافة الانهيار

في الخليج، أسعار النفط فوق 80 دولارًا تمنح بعض الفوائض. لكن الصورة في دول أخرى قاتمة: لبنان غارق في ديون تتجاوز 170% من ناتجه المحلي، والليرة فقدت أكثر من 95% من قيمتها. في السودان، النزوح تجاوز 10 ملايين شخص، وهو رقم يضع البلاد في صدارة المآسي الإنسانية. أما مصر، فهي في مواجهة تضخم يقترب من 35%، وضغوط متصاعدة على الجنيه.

تدخلات لا تنتهي

هنا لا تتحرك الأحداث وحدها. الولايات المتحدة تضخ أكثر من 3.8 مليار دولار سنويًا دعمًا عسكريًا لإسرائيل، وتحتفظ بعشرات الآلاف من الجنود في المنطقة. روسيا ترسخ وجودها في سوريا، بينما الصين تشتري النفوذ عبر استثمارات تجاوزت 250 مليار دولار منذ 2013. المنطقة تحولت إلى رقعة شطرنج، وكل طرف يحرك قطعه على حساب الشعوب.

الأمن في مهب الريح

يكفي أن نعرف أن أكثر من 20% من إمدادات النفط العالمية تمر يوميًا من هنا. 17 مليون برميل يمرون عبر مضيق هرمز، و12% من تجارة العالم تعبر قناة السويس. أي خلل في هذه الممرات يعني مليارات الخسائر في ساعات قليلة. ومع التوتر الإيراني الإسرائيلي، والعمليات في البحر الأحمر، يبقى الأمن الإقليمي هشًا كبيت من زجاج.

الشعوب… الضحية الدائمة

كل هذه الأرقام تصب في خانة واحدة: الإنسان هو الخاسر الأول. البطالة بين الشباب تتجاوز 25%، وأكثر من 50 مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر. نصف سكان المنطقة تقريبًا تحت الثلاثين، لكن المستقبل الذي ينتظرهم معلق بين سلاح وحصار وصفقات لا تراعي أحلامهم.

إلى أين؟

السؤال مطروح منذ سنوات: إلى أين يمضي الشرق الأوسط؟ الحقيقة أن الصورة معقدة، والمصالح متشابكة. لكن ما نعرفه يقينًا أن الحروب تستهلك الثروات، وتبدد الأعمار، وتؤجل التنمية إلى أجل غير مسمى.

قد لا يملك أحد الإجابة الكاملة الآن، لكن المؤكد أن لا استقرار بلا تسوية عادلة، ولا تنمية بلا إنهاء الصراع، ولا مستقبل بلا إنسان.

شارك هذا الخبر
اترك تقييما

اترك تقييما

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Exit mobile version