بغداد ، العراق – شدد رئيس مجلس القضاء الأعلى، القاضي فائق زيدان، اليوم الأربعاء، على أن قانون العقوبات العراقي يعاقب بالسجن كل من يلتحق بالقوات المسلحة لدولة أخرى بدون موافقة الحكومة العراقية. جاء ذلك في إشارة واضحة إلى المقاتلين العراقيين المشاركين في الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وجاء تصريح زيدان خلال لقائه مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي. حضر اللقاء أيضا لجنة الأمر الديواني المعنية بمكافحة تجنيد العراقيين للقتال في الخارج ، وفق بيان صادر عن مجلس القضاء الأعلى.
معالجة أوضاع العراقيين المقاتلين في الخارج
وذكر البيان أن اللقاء تناول معالجة أوضاع العراقيين المتورطين في المعارك الجارية في أوكرانيا. أوضح زيدان أن القانون العراقي يفرض عقوبة السجن على كل من يلتحق بأي شكل من الأشكال بالقوات المسلحة لدولة أجنبية دون إذن رسمي.
ويأتي هذا التحذير في وقت ناشد فيه العديد من المقاتلين العراقيين الذين التحقوا بالقتال لصالح موسكو منذ مطلع 2022 السلطات العراقية بإعادتهم. ولكن الحكومة لم تصدر أي رد رسمي حتى الآن.
جنود عراقيون على أعتاب الجيش الروسي
وفي تصريحات سابقة لوكالة شفق نيوز، أفاد السفير الروسي في بغداد، ألبروس كوتراشيف، بأن آلاف العراقيين مستعدون للانضمام إلى الجيش الروسي حال فتح الباب أمامهم. أشار إلى أن القانون الروسي يتيح لأي أجنبي مقيم في روسيا ولديه إلمام باللغة الروسية التعاقد رسميًا مع الجيش براتب يتراوح بين 2500 و3000 دولار شهريًا.
وأضافت مصادر مطلعة أن بعض شركات السياحة في العراق ساهمت بشكل غير مباشر في استقطاب الشباب. تم ذلك من خلال تنظيم رحلات إلى روسيا وأوكرانيا بأسعار مخفضة، أحيانًا بنظام الأقساط الميسرة، تحت غطاء السياحة.
تحذيرات دبلوماسية ومخاطر التجنيد
وفي سياق متصل، أكدت السفارة العراقية في موسكو على موقف العراق الثابت بالحياد. وحذرت الجالية من الانسياق وراء دعوات مجهولة المصدر تدعي تمثيل الجالية وتدعو للمشاركة في الحرب.
بدوره، أقر السفير الروسي بسقوط قتلى وجرحى من المقاتلين العراقيين. أشار إلى أن موسكو منحت عائلات الضحايا تأشيرات دخول “لأسباب إنسانية”.
الأبعاد الاقتصادية والسياسية
وعلى صعيد آخر، تطرق كوتراشيف إلى تداعيات العقوبات الأمريكية على شركات روسية في العراق. كان من نتائج هذه العقوبات خروج شركة “لوك أويل” من البلاد. وانتقد كوتراشيف ما وصفه بالتدخل الأمريكي في القرار العراقي. كما ذكر أن روسيا منحت الرئيس السوري السابق بشار الأسد لجوءًا إنسانيًا، في إشارة إلى استمرار الدور الروسي في ملفات المنطقة.


