طهران ، ايران – أعلن مقر “خاتم الأنبياء للإنشاءات”، الذراع الاقتصادي للحرس الثوري الإيراني، انسحابه من مشروع بناء مترو الأنفاق في فنزويلا. جاء ذلك رغم وجود اتفاقات أولية سابقة بين الجانبين.
تسليم المشروع والانسحاب
صرح عبد الرضا عابد، قائد مقر خاتم الأنبياء، بأنه تم إبرام اتفاقيات أولية للمشروع. ومع ذلك، “لكن نظرا للظروف، سلمنا المشروع إليهم ليتمكنوا من استكماله بأنفسهم وانسحبنا منه”. ولم يكشف عابد عن الأسباب الدقيقة لهذا القرار المفاجئ. لكنه اكتفى بالإشارة إلى أن المقر “ليس منافسا للقطاع الخاص”، ولا يتدخل في مشاريع يمكن للقطاع الخاص تنفيذها.
مشاريع “عابرة للحدود” وتكتم
رغم الانسحاب من فنزويلا، أكد عابد أن الحرس الثوري لا يزال يشارك في “مشاريع عابرة للحدود”. ولكنه رفض تقديم أي تفاصيل إضافية حول ماهيتها أو أماكن تنفيذها. أوضح قائلاً: “سنبلغكم بهذه المشاريع بعد اكتمالها”.
سياق سياسي متأزم
يأتي هذا الانسحاب الاقتصادي في وقت حساس للغاية على الصعيد السياسي. تتزايد المخاوف في طهران بشأن استقرار نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
وأكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، دعم بلاده لمادورو بوصفه “الرئيس المنتخب”، في مواجهة الضغوط الأمريكية المتزايدة.
ويعاني نظام مادورو من أزمة شرعية دولية واتهامات بالتزوير في الانتخابات الأخيرة. إذ ترفض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول لاتينية الاعتراف بحكومته.
ويرى مراقبون أن انسحاب الذراع الاقتصادي للحرس الثوري قد يكون مرتبطا بظروف التمويل أو المخاطر السياسية المتزايدة في كاراكاس.
يعد مقر “خاتم الأنبياء” الركيزة المالية الأساسية للحرس الثوري الإيراني. فقد نفذ على مدار عقود مشاريع ضخمة داخل إيران لتأمين التمويل اللازم للعمليات العسكرية. ولطالما واجه هذا الدور انتقادات واسعة من القطاع الخاص الإيراني الذي يرى في تغلغل الحرس الثوري في الاقتصاد احتكارا يضعف المنافسة.


