مدريد، اسبانيا-كشفت السلطات الإسبانية عن تفكيك واحدة من أكبر شبكات تهريب المخدرات العابرة للحدود، في عملية أمنية واسعة استهدفت عصابات تنشط بين المغرب وإسبانيا،
وذلك في إطار تصعيد الجهود لمكافحة الجريمة المنظمة التي تغذيها تجارة الكوكايين والحشيش.
وقالت الشرطة الإسبانية، في بيان لها، إنها نفذت مداهمات منسقة في إقليمي الأندلس وكتالونيا،
غرف سرية لتهريب المخدرات
أسفرت عن ضبط كميات كبيرة من الحشيش والكوكايين وأموال نقدية وأسلحة،
إضافة إلى ذلك، مصادرة سيارات وشاحنات مزودة بغرف سرية لتهريب المخدرات.
كذلك تم اعتقال عدد من المشتبه بهم أنهم جزء من شبكة تهريب مرتبطة بعصابات دولية تمتد من المغرب إلى أمريكا اللاتينية.
وبحسب التحقيقات، كانت الشبكة تستخدم المؤانيء الجنوبية مثل ميناء ألخيسيراس كنقطة عبور رئيسية لتهريب المخدرات إلى أوروبا،
معتمدة على تقنيات متطورة لإخفاء الشحنات داخل الحاويات والبضائع التجارية.
بوابة رئيسية لتدفق المخدرات أوروبا
إسبانيا، بحكم موقعها الجغرافي وقربها من السواحل المغربية، تعتبر بوابة رئيسية لتدفق المخدرات إلى القارة الأوروبية.
وأشارت تقارير أمنية إلى أن نحو 70% من الحشيش الداخل إلى أوروبا يمر عبر الأراضي الإسبانية،
فيما تزايدت كميات الكوكايين المضبوطة خلال السنوات الأخيرة، لتصل إلى مستويات قياسية.
وتأتي هذه العملية في ظل تزايد نشاط الكارتلات الدولية وتغلغلها في بعض المدن الساحلية الإسبانية،
ما دفع الحكومة إلى إعلان خطة أمنية جديدة للحد من نفوذ شبكات التهريب التي باتت تهدد الاستقرار الداخلي والاقتصاد المحلي.
جهود السلطات والتحديات
في مواجهة هذا الواقع، رفعت مدريد من مستوى التعاون الدولي والتكنولوجيا المستخدمة في المكافحة.
كذلك يتم استخدام الآن طائرات بدون طيار متقدّمة، وأشعة تفتيش للحاويات، وتحليلات ذكية لتعقب الشحنات المشبوهة.
لا تزال التحديات ضخمة، إذ يشير تقرير ألماني إلى تضاعف الجرائم المرتبطة بالمخدّرات في بعض المناطق الإسبانية خلال الخمس عشرة سنة الأخيرة.
لماذا يكتسب الأمر أهمية؟
هذا التصعيد لا يمثّل مجرد ضبط تجّار مخدّرات، بل مواجههٌ وجودية ضد شبكات إجرامية عالمية تستخدم إسبانيا كممرّ رئيسي إلى الأسواق الأوروبية.
وما زالت السلطات الإسبانية تواجه اختباراً صعباً لإغلاق الثغرات المتبقية، ومنع تحويل المناطق الساحلية إلى مراكز لوجستية للجرائم المنظمة.




