القاهرة-تصدر اسم جورجا ميلوني رئيسة وزراء إيطاليا محركات البحث على شبكة الإنترنت طيلة الأسابيع الماضية، بعد زيارتها للقاهرة،
وتعليقات عدد من الرؤساء على شخصيتها خاصة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان،
والتي اعتبرها البعض نوعا من “التحرش” اللفظي بها.
لكن الإيطاليين كانت لهم وجهة نظر أخرى للتعامل معها.
ثلاثة أعوام
بعد مرور ثلاث سنوات على توليها رئاسة الوزراء، نجحت جورجا ميلوني في تحقيق ما لم ينجح فيه كثير من قادة إيطاليا منذ الحرب العالمية الثانية: الاستقرار السياسي.
ففي بلد عرف أكثر من ستين حكومة خلال سبعة عقود، استطاعت ميلوني أن تُبقي على ائتلافها اليميني ـ المحافظ متماسكًا، لتصبح حكومتها الأطول عمرًا في تاريخ الجمهورية الحديثة.
ويرى مراقبون أن هذا الاستقرار انعكس على الأداء الاقتصادي للبلاد؛
إذ تمكنت الحكومة من خفض العجز العام من نحو 8% من الناتج المحلي الإجمالي عام 2022 إلى أقل من 3% متوقعة في 2025،
وهو ما شجع وكالات التصنيف الائتماني مثل Fitch على تحسين نظرتها للاقتصاد الإيطالي.
كما أكدت ميلوني في جلسة لمجلس الشيوخ أن “الاستقرار السياسي هو مفتاح قوة الدولة في مواجهة الأزمات الأوروبية والدولية”.
نتائج تخالف الجهود
ورغم هذه النجاحات، تواجه إيطاليا تحديات اقتصادية عميقة، أبرزها تباطؤ النمو الصناعي وتراجع معدلات الإنتاج،
إذ يتوقع ألا يتجاوز النمو 0.5% بنهاية العام الحالي.
كما تواجه الحكومة انتقادات بشأن سوء إدارة أموال خطة الإنعاش الأوروبية البالغة نحو 194 مليار يورو،
وهذا بسبب غياب استراتيجية واضحة لتوظيفها في مشروعات تنموية مستدامة.
خطاب قومي محافظ
وتحافظ ميلوني على شعبيتها من خلال خطاب قومي محافظ يركز على الهوية الإيطالية والقيم التقليدية،
ما يعزز التأييد الداخلي، لكنه يثير جدلاً في الأوساط الأوروبية حول توجهاتها السياسية المستقبلية.
ويرى محللون أن تجربة ميلوني قد تمثل نموذجًا ملهمًا لدول أوروبية تعاني من التقلبات السياسية،
إذ تجمع بين الاستقرار والحذر الاقتصادي، في محاولة لتقديم “إيطاليا جديدة” أكثر تماسكًا واستقلالية في القرار.




