إسلام آباد-باكستان-ظهر القيادي البارز في حركة طالبان باكستان، الملقب بـ«صدام» المعروف أيضًا باسم «أبو زر»،
وهذا خلال مباراة نهائية لكرة القدم في منطقة خيبر بإقليم خيبر بختونخوا شمال غربي البلاد، وسط حضور شعبي لافت.
وخلال كلمته أمام الجمهور، أعلن أن الحركة تنشط في المنطقة «بالتعاون مع الأهالي»،
محذرًا من أن «كل من يثبت تجسسه لصالح السلطات الباكستانية سيُعدم في الحال».
وتداول نشطاء باكستانيون كلمة القيادي في طالبان على مواقع التواصل الاجتماعي،
ووصفها بأنها مشهد غير مسبوق منذ سنوات طويلة.
زيادة نفوذ الحركة
الظهور العلني للقائد الميداني يؤكد ـ وفق محللين باكستانيين ـ أن حركة تحريك طالبان باكستان تمضي بخطى ثابتة نحو ترسيخ نفوذها في المناطق القبلية،
بعد نحو عقد من العمليات العسكرية التي شنتها الحكومة لطردها من معاقلها في وزيرستان وسوات.
ومع ذلك، فإن عودة مقاتليها إلى خيبر، ومناطق كورام، ووزيرستان الجنوبية،
تشير إلى أن الجماعة استعادت قدرتها على العمل العلني،
بل وعلى استعراض قوتها أمام المدنيين.ووفقًا لتقارير أمنية باكستانية نقلتها وسائل إعلام محلية، منها Samaa TV وDawn News،
فقد رصدت أجهزة الأمن زيادة ملحوظة في تحركات المسلحين داخل الإقليم منذ منتصف عام 2024،
تزامنًا مع انسحاب جزئي للقوات من بعض النقاط الحدودية لصالح الجيش الأفغاني بعد استقرار حكومة طالبان في كابول.
ويؤكد مراقبون أن الحدود الوعرة بين البلدين ساهمت في تسهيل عودة مقاتلي الحركة إلى الداخل الباكستاني.
موقف رسمي
من جانبه، قال الباحث الباكستاني رحيم الله يوسفزاي في تصريح سابق إن طالبان باكستان لم تعد تعتمد فقط على العمل المسلح،
بل تتجه إلى بناء شبكة نفوذ اجتماعي وسياسي داخل المناطق القبلية، عبر كسب دعم زعماء العشائر،
وفرض نظام «العدالة المحلية» القائم على الشريعة، لتقديم نفسها كبديل عن الدولة.
ويحذر الخبراء من أن هذا التحول يشكل تهديدًا مباشرًا لسيادة الدولة الباكستانية،
إذ باتت الحركة تستخدم النشاطات العامة والفعاليات الاجتماعية لتثبيت حضورها في الوعي الشعبي، واستعراض سيطرتها الرمزية على الأرض.
كما أن خطاب القيادي «أبو زر» يعكس استراتيجية ترهيب موجهة ضد السكان المحليين لردع أي تعاون مع السلطات.
ويرى مراقبون أن استمرار هذا التمدد في خيبر وبقية مناطق خيبر بختونخوا ينذر بعودة سيناريو العنف الذي شهدته البلاد بين عامي 2007 و2014،
عندما تبنت الحركة عشرات الهجمات الانتحارية واغتيالات استهدفت قوات الجيش والشرطة ومسؤولين محليين.




