بانكوك، تايلاند – أعلنت الحكومة التايلاندية وفاة الملكة الأم سيريكيت، والدة الملك الحالي ماها فاجيرالونغكورن، عن عمر ناهز 93 عاماً، في مستشفى الملك شولالونغكورن التذكاري بالعاصمة بانكوك. وقد أكد مكتب البلاط الملكي التايلاندي رحيل الملكة التي كانت رمزاً للأناقة، العطاء والرحمة، بعد عقود من الخدمة المكرسة للبلاد والمجتمع الملكي.
إرث من الثقافة والعمل الخيري
ولدت سيريكيت كيتياكارا في عام 1932، وتزوجت من الملك بوميبول أدولياديج عام 1950. وعلى مدى السبعين عاماً من حكم زوجها، لعبت دوراً محورياً في دعم الأسرة المالكة. اكتسبت الملكة الراحلة شعبية واسعة بفضل أعمالها الخيرية. تمثلت هذه الأعمال في زياراتها المتكررة للقرى النائية لدعم مشاريع التنمية الريفية والحد من الفقر.
كما عُرفت الملكة سيريكيت بدورها في تعزيز التراث الثقافي. تعاونت مع مصمم الأزياء الفرنسي بيير بالمان لترويج الأزياء الحريرية التايلاندية. مما ساهم في إنعاش صناعة الحرير المحلية والحفاظ على تقنيات النسيج التقليدية. لتصبح رمزاً عالمياً للأناقة الملكية والرحمة.
حداد وطني ومراسم ملكية كاملة
أصدر مجلس الوزراء التايلاندي تعليمات بإعلان عام كامل من الحداد في البلاد، مع تنكيس الأعلام لمدة 30 يوماً، وارتداء الملابس السوداء لمدة 90 يوماً على الأقل احتراماً لذكرى الملكة الراحلة. كما تم تعليق جميع الأنشطة الترفيهية والاحتفالية لمدة شهر كامل.
فيما يخص مراسم الجنازة، أعلنت الحكومة التايلاندية أنها ستقام بتقاليد ملكية كاملة داخل القصر الكبير في بانكوك. سيُنقل جثمان الملكة الأم الأحد في موكب ملكي. هذا الموكب يمتد لحوالي 10 كيلومترات عبر شوارع بانكوك الرئيسية. حيث سيتم حفظ الجثمان في القصر لإقامة المراسم الدينية.
ويُمثل رحيل الملكة الأم سيريكيت نهاية عصر في تايلاند، تاركاً خلفه إرثاً خالداً من الالتزام الملكي بالخدمة الاجتماعية والدعم الثقافي.




