لندن – بريطانيا – تصاعدت حدة التوتر داخل بريطانيا بعدما اندلع خلاف علني بين رئيس الوزراء كيير ستارمر ورئيس جهاز الاستخبارات الداخلية MI5 كين مكالوم على خلفية قضية تجسس مرتبطة بالصين .
تم إسقاطها مؤخرًا لتتحول من ملف أمني إلى عاصفة سياسية تهدد ثقة الشارع في مؤسسات الدولة
القضية التي أشعلت الأزمة
تعود تفاصيل الواقعة إلى اتهام بريطانيين اثنين كريستوفر كاش وكريستوفر بيري بجمع معلومات حساسة لصالح الصين من داخل البرلمان البريطاني.
لكن النيابة العامة أسقطت التهم لعدم كفاية الأدلة التي تربط الصين بشكل مباشر بأنشطة تهدد الأمن القومي .
وهو ما أثار غضب جهاز الاستخبارات الذي أكد أنه أحبط عملية تجسس خطيرة لكنه لا يملك سلطة إجبار النيابة على المضي في المحاكمة
MI5 يعبر عن الإحباط
رئيس الجهاز كين مكالوم قال في كلمته السنوية إن التهديد الصيني حقيقي ويتزايد يوميًا معربًا عن إحباطه من فشل المحاكمة رغم وجود مؤشرات قوية على نشاط استخباراتي داخل مؤسسات بريطانية حساسة.
وأضاف أن بلاده بحاجة لتطوير تشريعاتها لمواكبة الأساليب الجديدة للتجسس والتأثير مشيرًا إلى أن الإجراءات القانونية الحالية تقيد عمل الأجهزة الأمنية.
رد ستارمر لا تدخل سياسي
من جانبه رفض رئيس الوزراء كيير ستارمر الاتهامات بعرقلة التحقيق أو التراخي أمام الصين مؤكدًا أن قرار النيابة قانوني بحت وليس سياسيًا.
وأعلن أنه سيكشف شهادات الشهود الرئيسيين في القضية لإثبات شفافية الحكومة مشيرًا إلى أن إدارته تتبنى نهجًا يقوم على التعاون حيث يمكن والتنافس حيث يجب والمواجهة حين يلزم في التعامل مع بكين.
اتهامات بالتساهل مع بكين
خصوم ستارمر خصوصًا من حزب المحافظين اتهموه بالسعي إلى تخفيف الموقف تجاه الصين حفاظًا على العلاقات الاقتصادية بينما يرى أنصاره أن القضية استغلت سياسيًا لإضعاف الحكومة.
البرلمان البريطاني من جانبه بدأ تحركات للتحقيق في ملابسات انهيار المحاكمة وسط تساؤلات حول من يملك السيطرة على الأدلة ولماذا لم تقدم المستندات الكافية لدعم القضية أمام القضاء.
الصين ترد
في المقابل رفضت بكين الاتهامات ووصفتها بأنها افتراءات لا أساس لها محذرة من أن استمرار تشويه الصين قد يؤثر سلبًا على العلاقات الثنائية مؤكدة تمسكها بسياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى
انعكاسات أوسع
القضية كشفت تضاربًا بين أولويات الأمن القومي والمصالح الدبلوماسية .
وأعادت النقاش حول مدى صرامة القوانين البريطانية في مواجهة التجسس الأجنبي خاصة في ظل محاولات الحكومة فتح صفحة جديدة مع بكين على أساس التعاون المشروط