في إطار تحركاته الدبلوماسية المتسارعة لإحكام النفوذ الروسي في آسيا الوسطى، أجرى الرئيس فلاديمير بوتين سلسلة من الاتصالات الهاتفية مع قادة كازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان.
ناقش خلالها ملفات التعاون الثنائي والتطورات الإقليمية والدولية، وسط تصاعد التوترات العالمية واستمرار الحرب في أوكرانيا.
ملفات أمنية واقتصادية على الطاولة
وأوضح الكرملين، في بيان رسمي، أن بوتين بحث مع الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف والرئيس الأوزبكي شوكت ميرزيوييف والرئيس الطاجيكي إمام علي رحمن،
وسبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين موسكو ودول آسيا الوسطى.
لا سيما في مجالات الطاقة والنقل والتبادل التجاري، بالإضافة إلى التعاون العسكري والأمني في مواجهة التحديات المشتركة.
تنسيق داخل المنظمات الإقليمية
وأشار البيان إلى أن القادة ناقشوا أيضًا التنسيق داخل الأطر الإقليمية مثل منظمة معاهدة الأمن الجماعي والاتحاد الاقتصادي الأوراسي،
فضلًا عن قضايا الاستقرار على الحدود ومكافحة الإرهاب والتطرف. جاء ذلك في ضوء الأوضاع غير المستقرة في أفغانستان. بالإضافة إلى ازدياد القلق من تسلل الجماعات المسلحة إلى دول الجوار.
تنافس دولي على قلب آسيا
وتأتي هذه الاتصالات في وقت حساس تشهد فيه المنطقة تنافسًا متصاعدًا بين موسكو وبكين وأنقرة وواشنطن على النفوذ السياسي والاقتصادي في آسيا الوسطى، التي تمثل مجالًا حيويًا للتوازنات الإقليمية وخطوط الطاقة العابرة للقارات.
موسكو تبعث برسائل استراتيجية
ويرى مراقبون أن بوتين يسعى من خلال هذه التحركات إلى إعادة تأكيد الدور الروسي القيادي في الفضاء السوفيتي السابق،
وإرسال رسالة واضحة مفادها أن روسيا لا تزال اللاعب الأساسي في أمن واستقرار المنطقة. رغم انشغالها بالحرب الأوكرانية والعقوبات الغربية المتزايدة.
مواجهة التمدد الصيني والتركي
ويؤكد محللون أن هذه الخطوة تندرج ضمن استراتيجية موسكو لإحكام قبضتها على محيطها الجنوبي. فهي تهدف إلى توسيع حضورها السياسي والاقتصادي في مواجهة التمدد الصيني والتركي،
مشيرين إلى أن بوتين يحرص على إبقاء قادة آسيا الوسطى ضمن دائرة التواصل المباشر. وذلك تحسبًا لأي تحولات قد تمس النفوذ الروسي التاريخي هناك.