روما، إطاليا-أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني أن الاعتراف بدولة فلسطين أصبح أقرب من أي وقت مضى،
مشيرا إلى أن الظروف الحالية في المنطقة قد تسمح بإحراز تقدم ملموس في هذا الملف،
شرط أن يتم استيفاء الشروط التي وضعها البرلمان الإيطالي.
جاءت هذه التصريحات في إطار إحاطته العاجلة أمام مجلس النواب الإيطالي،
وهذا حول مستجدات خطة السلام لقطاع غزة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب،
والتي تحمل آمالا جديدة لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وفقا لوكالة “نوفا” الإيطالية.
إيطاليا تدعو للسلام في غزة تحت إشراف دولي
وأكد تاياني أن إيطاليا مستعدة للمشاركة في قوة استقرار دولية في قطاع غزة، وهو ما تنص عليه خطة ترامب للسلام.
وأوضح أن الوضع في غزة يحتاج إلى “تحريرها من كابوس حماس”،
ووضعها تحت سيطرة دولية مؤقتة بهدف التوصل إلى دولة فلسطينية حقيقية،
مشيرا إلى أن السلطة الفلسطينية ستكون المسؤول الأول عن إدارة هذه الدولة،
مع ضمان ألا تكون طائفية أو تمييزية.كما شدد على أن إيطاليا،
بفضل خبرتها الكبيرة في عمليات حفظ السلام في مناطق مثل لبنان وكوسوفو، قادرة على الإسهام بشكل فعال في هذه المهمة.
ولفت إلى أن قوات الكارابينييري الإيطالية التي تعمل في فلسطين منذ عام 2013،
تمتلك خبرة واسعة في المنطقة، مما يمكنها من التفاعل بفعالية مع الوضع المحلي في غزة.
خطة ترامب: نقطة تحول تاريخية في الشرق الأوسط
وبخصوص خطة ترامب للسلام، اعتبر تاياني أن نجاح هذه المبادرة قد يشكل نقطة تحول تاريخية في الشرق الأوسط،
وسيؤدي إلى تغيرات كبيرة في أمن البحر الأبيض المتوسط، بما يترتب على ذلك من تداعيات سياسية ودبلوماسية.
مع ذلك، أكد تاياني أن هذه الخطة لا تزال “معلقة بخيط رفيع”،
إذ لم يتم تحديد العديد من الجوانب الحاسمة فيها، مثل إعادة جثث الرهائن القتلى، وتفكيك البنية العسكرية لحماس.
ورغم التحديات، أبدى تاياني تفاؤله قائلا: “الأمل موجود بفضل الإرادة الصلبة لشعوب المنطقة،
الذين عانوا من هذا الصراع طويل الأمد، وهم يتطلعون إلى نهاية هذه المأساة”.
دور إيطاليا في دعم الحوار والتنمية
أضاف تاياني أن إيطاليا تواصل دعمها لحوار مستدام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية،
بهدف تخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين وتحقيق حل دائم يتضمن دولتين تعيشان بسلام.
وأكد أن إيطاليا تبذل جهودا مستمرة لدعم إعادة إعمار غزة،
وأنها على استعداد لعقد مؤتمر دولي في القاهرة لإعادة إعمار القطاع،
مشابه للمؤتمر الذي نظمته في روما لدعم إعادة إعمار أوكرانيا.
كما شدد تاياني على أهمية التنمية الاقتصادية المستدامة في غزة،
مؤكدا أن إيطاليا ستسهم بخبراتها الواسعة في مجالات إعادة الإعمار والبنية التحتية،
مما يساهم في تحقيق الاستقرار والرفاهية لسكان غزة.
معاداة السامية وضرورة مكافحتهافي جانب آخر، تناول تاياني ظاهرة معاداة السامية،
معتبرا إياها “تعصبا وحشيا” يجب مكافحته بكل الوسائل.
وأكد أن إيطاليا تلتزم بمكافحة هذا العداء على الصعيد الدولي،
مشيرا إلى أن الأنظمة الديمقراطية يجب أن تضع مكافحة معاداة السامية كأولوية في سياساتها الخارجية.
وأشار تاياني أيضا إلى الهجوم الذي تعرض له أفراد الشرطة الإيطالية في أوديني من قبل متطرفين مؤيدين لحزب PAL،
الذين حاولوا منع إقامة مباراة كرة القدم بين إيطاليا وإسرائيل،
وأعرب عن تضامنه الكامل مع الشرطة الإيطالية والصحفيين الذين أصيبوا في الحادث.
تضامن مع ضحايا التفجيرات
كما خص تاياني في حديثه ذكرى ثلاثة من أفراد الكارابينييري الإيطاليين الذين لقوا مصرعهم في انفجار في فيرونا أثناء تفتيش منزل،
معتبرا أن هذا الحادث يعد تذكيرا بـ التضحيات التي يقدمها رجال الأمن في سبيل حفظ النظام،
معبرا عن تقديره العميق لتضحياتهم.
أمل جديد للسلام في غزة
في ختام كلمته، عبر تاياني عن تفاؤله الكبير بشأن مستقبل غزة،
مشيرا إلى صور الأمل التي ظهرت في عيون أطفال غزة الذين احتفلوا بعد وقف إطلاق النار،
وكذلك في العيون الإسرائيلية التي عادت لترى أحبائها من الرهائن بعد سنوات من الأسر.
وأكد الوزير أن هذا اليوم يمثل بداية تغيير حقيقي في مسار السلام في المنطقة،
مشيرا إلى أن إيطاليا ستستمر في دورها الداعم لتحقيق حل عادل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.