فلسطين ، غزة ، وكالات ، صوت الامارات – بين ركام المباني وصوت القصف المستمر، تعيش غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخها الحديث. في ظل الانهيار الكامل للبنية التحتية ونقص الغذاء والدواء والمياه، أعلنت الأمم المتحدة تخصيص 20 مليون دولار من صندوق الطوارئ المركزي (CERF) لدعم عمليات الإغاثة العاجلة في القطاع.
القرار جاء في وقت حرج. مع استمرار الحصار المفروض وتراجع قدرة الوكالات الإنسانية على الوصول إلى المحتاجين. أصبحت معظم مناطق القطاع بلا كهرباء أو وقود أو مياه صالحة للشرب.
الأمم المتحدة: الوضع لا يحتمل التأجيل
قال مارتن غريفيثس، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إن ما يجري في غزة “كارثة تفوق الوصف”. مضيفًا أن هذا التمويل يهدف إلى منع الانهيار الكامل للخدمات الأساسية. كما سيدعم الجهود الطبية والإغاثية التي تعمل في ظروف بالغة القسوة.
وأكد أن المساعدات ستوجه لتوفير الغذاء والمياه والمأوى والرعاية الصحية العاجلة. هذا خاصة للأطفال والنساء وكبار السن، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة “تعمل بأقل الإمكانات الممكنة بسبب القيود المفروضة على دخول المساعدات”.
نداء عاجل للدول المانحة
المسؤول الأممي حثّ المجتمع الدولي على زيادة التمويل الإنساني لغزة فورًا. موضحًا أن المبلغ الحالي “ليس سوى خطوة أولى في مواجهة أزمة إنسانية تتفاقم كل ساعة”. وأضاف أن الأمم المتحدة تتابع الوضع بالتنسيق مع شركائها الإقليميين. تعمل على إنشاء ممرات إنسانية آمنة لإيصال الإمدادات إلى شمال القطاع، حيث تتفاقم الأوضاع بصورة خطيرة.
من الميدان.. احتياجات تفوق القدرات
تُظهر تقارير الأمم المتحدة أن نحو 2.3 مليون فلسطيني في غزة يعيشون في ظروف غير إنسانية. أكثر من نصف السكان نزحوا قسريًا بسبب القصف أو تدمير منازلهم. كما تقدر المنظمات الطبية أن 80% من المستشفيات تعمل بأقل من نصف طاقتها. تعاني مراكز الإيواء من اكتظاظ خانق وغياب أبسط الخدمات.
تمويل إنقاذي.. لكنه لا يكفي
الـ20 مليون دولار تمثل دفعة إنقاذ عاجلة، لكنها لا تغطي سوى جزء ضئيل من الاحتياجات المقدرة. هذه الاحتياجات تتجاوز مليار دولار شهريًا وفقًا لتقديرات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA). ويرى مراقبون أن التمويل، رغم رمزيته، يحمل رسالة سياسية وأخلاقية. مفادها أن العالم لم يُدر ظهره بالكامل لغزة، وأن صوت الإنسانية ما زال يجد طريقه وسط ركام الحرب.
رسالة أمل في زمن الدمار
وسط هذا المشهد القاتم، يبقى قرار الأمم المتحدة بمثابة نافذة صغيرة للنجاة. يؤكد أن المساعدات الإنسانية هي خط الدفاع الأخير عن كرامة الإنسان في غزة. بينما تتقاذف السياسة الملفات، تبقى حياة المدنيين هي الثمن الأفدح. والمطلوب اليوم — قبل أي بيانات أو قرارات — هو وقف النار. يجب فتح الممرات الآمنة لنجدة شعب أنهكته الحرب والجوع والخذلان.