اختُتمت اليوم فعاليات الدورة الثامنة من معرض الخدمة الوطنية للتوظيف، والتي أقيمت في مركز دبي للمعارض (DEC) في مدينة إكسبو دبي، وسط حضور واسع وتفاعل كبير من الجهات المشاركة والزوار.
وزار المعرض في يومه الثالث رئيس هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية العميد حمد خليفة علي النيادي الذي قام بجولة في أرجاء المعرض، حيث اطلع على منصات الجهات المشاركة، واستمع إلى شرح من ممثليها حول الفرص الوظيفية والتدريبية المتاحة، والخدمات التي تقدمها للمجندين والخريجين.
وشهد المعرض مشاركة أكثر من 80 جهة من القطاعين الحكومي والخاص، تمثل 30 قطاعاً متنوعاً، وقدّم فرصاً مهنية واعدة لمجندي وخريجي الخدمة الوطنية والاحتياطية، ما يعكس حرص هذه الجهات على استقطاب الكفاءات الوطنية وتعزيز دورها في سوق العمل. وتجاوز عدد الزوار خلال أيام المعرض الثلاثة 20,000 مواطن إماراتي، شملوا خريجين جدد وخبراء مهنيين، جاؤوا بهدف الاطلاع على الفرص الوظيفية المتاحة وبناء مسارات مهنية ناجحة.
كما وفر المعرض منصة استراتيجية للشركات والمؤسسات المشاركة لبناء قاعدة بيانات شاملة تضم ملفات مجندي وخريجي الخدمة الوطنية، تُستخدم مستقبلاً في عمليات التوظيف واستقطاب المواهب الوطنية المؤهلة.
وشهد اليوم الثالث من المعرض تنظيم مجموعة من ورش العمل التفاعلية والجلسات النقاشية التي ركزت على تطوير المهارات المهنية والشخصية للمشاركين، وتعريفهم بمتطلبات سوق العمل الحالية والمستقبلية. وتناولت هذه الجلسات موضوعات مهمة مثل تحولات سوق العمل في دولة الإمارات العربية المتحدة ودور الإعلام والتعليم في التصدي للتطرف وتقليص الفوارق في المهارات من خلال التدريب والتعليم في أماكن العمل.
ومن أبرز المشاركات في المعرض كانت مشاركة شركة الإمارات للطاقة النووية حيث قال أحمد جاسم الشامسي، المدير التنفيذي لرأس المال البشري في شركة الإمارات للطاقة النووية أن المشاركة في معرض توظيف الخدمة الوطنية تأتي في إطار أولويات الشركة الخاصة بالاستثمار في الكفاءات الشبابية الاماراتية التي ستتولى في المستقبل قيادة قطاع الطاقة النظيفة في دولة الامارات العربية المتحدة، وذلك لضمان استدامة العمليات التشغيلية في محطات براكة للطاقة النووية للأعوام الستين المقبلة، مشيراً إلى أن البرامج التعليمية والتدريبية التي توفرها شركة الإمارات للطاقة النووية تتوافق مع متطلبات سوق العمل في الدولة وتضمن وظائف في قطاع الطاقة النووية.
كما كشفت وكالة الإمارات للفضاء عن جهودها في استقطاب الكفاءات الوطنية الشابة، مشيرة إلى أنها قامت خلال دورة العام الماضي من معرض الخدمة الوطنية بتعيين أحد المهندسين المشاركين حالياً في “مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات”، وهي واحدة من أبرز المبادرات العلمية الإماراتية الطموحة في مجال الفضاء.
وتسعى الوكالة هذا العام إلى استقطاب عدد من الخريجين الجدد، إلى جانب توفير فرص تدريبية نوعية ومتميزة للطلاب في قطاع الفضاء، بما يعزز من قدراتهم العلمية والعملية ويؤهلهم للمشاركة الفاعلة في مشاريع الفضاء الوطنية المستقبلية، وذلك في إطار التزامها بدعم التوجهات الاستراتيجية للدولة نحو بناء اقتصاد قائم على المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة.
علاوة على ذلك، أكد الدكتور ياسر الواحدي رئيس أكاديمية أبوظبي البحرية، على أهمية الدور الذي يلعبه المعرض في دعم مسارات التوظيف والتأهيل المهني لخريجي برنامج الخدمة الوطنية، مشيراً إلى أن الأكاديمية أطلقت هذا العام، وللمرة الأولى، برنامج الهندسة البحرية الذي يمثل إضافة نوعية إلى البرامج التدريبية المتخصصة في القطاع البحري.
وأوضح الواحدي أن أكاديمية أبوظبي البحرية تهدف إلى تقديم منح دراسية لـ120 طالب سنويا، يتم تأهيلهم من خلالها لشغل وظائف حيوية في قطاع النقل البحري، مثل مهندس بحري وضابط ملاحة بحرية، وذلك في إطار جهود الأكاديمية للمساهمة في بناء كوادر وطنية مؤهلة تمتلك المهارات التقنية والمعرفية اللازمة للعمل في هذا القطاع الاستراتيجي.
وأضاف أن مشاركة الأكاديمية في المعرض تمثل فرصة استثنائية لتعزيز الوعي لدى الخرّيجين حول طبيعة العمل في القطاع البحري، وتمكينهم من الاطلاع على التخصصات المتاحة والمسارات المهنية المستقبلية، سواء في الجهات الحكومية أو الشركات الخاصة العاملة في هذا المجال، مما يعزز من فرص حصولهم على الوظائف التي تتناسب مع قدراتهم وطموحاتهم.
ولفت إلى أن الأكاديمية تسعى، من خلال مثل هذه المبادرات، إلى دعم رؤية الدولة في توطين الوظائف البحرية وتوفير بيئة تعليمية متقدمة تواكب أحدث المعايير الدولية في التدريب البحري، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتطوير اقتصاد وطني قائم على المعرفة والابتكار.
وضمّ معرض توظيف مجندي الخدمة الوطنية في نسخته الحالية أكثر من 40 متحدثاً من الخبراء والمختصين من مختلف دول العالم، قدموا سلسلة من الورش التفاعلية والمحاضرات المتخصصة التي تناولت موضوعات متنوعة تمس احتياجات مجندي الخدمة الوطنية وخريجيها بشكل مباشر. وقد ركزت هذه الورش على تطوير المهارات الشخصية والمهنية، وتعزيز الثقة بالنفس، وتمكين المشاركين من اجتياز مقابلات العمل بكفاءة، بالإضافة إلى توجيههم نحو اتخاذ قرارات مهنية مدروسة تتماشى مع ميولهم وقدراتهم وطموحاتهم المستقبلية.
ويأتي تنظيم هذا المعرض انطلاقاً من التزام هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية بدورها الوطني تجاه المجندين والخريجين، وسعياً منها إلى تسهيل انتقالهم من المرحلة التدريبية إلى الحياة المهنية عبر توفير منصة فاعلة تتيح لهم الالتقاء بممثلي الجهات الحكومية والخاصة تحت سقف واحد، بما يسهم في توطيد العلاقات المهنية وفتح آفاق جديدة للتوظيف المباشر أو التعاون المستقبلي.
وتؤمن الهيئة بأهمية استثمار الطاقات الشابة التي أنهت برنامج الخدمة الوطنية، عبر تسخير الفرص المناسبة لهم وتمكينهم من المساهمة في القطاعات الحيوية داخل الدولة. ويهدف المعرض أيضاً إلى تعزيز التواصل بين الخريجين ومؤسسات العمل المختلفة، وبناء روابط مستدامة مع الجهات المشاركة، بما يضمن تأهيلهم ودمجهم بشكل فعّال في بيئة العمل، مع توفير الدعم اللازم لمواصلة تطورهم المهني والوظيفي. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المعرض يعكس مدى حرص القيادة الرشيدة على تمكين أبناء الوطن، والارتقاء بقدراتهم، وتهيئة البيئة المناسبة لهم لاختيار المسارات المهنية التي تليق بإمكاناتهم وتلبي طموحاتهم. إذ تسعى الدولة من خلال هذه المبادرات إلى تأكيد أهمية الشباب باعتبارهم ركيزة أساسية في مختلف ميادين العمل، بدءاً من المجال العسكري ووصولاً إلى القطاعات الاقتصادية، التعليمية، والتجارية، وغيرها من المجالات الحيوية التي تحتاج إلى كفاءات وطنية مؤهلة وملتزمة.