انجلترا ، بريطانيا – أطلق الكاتب الصحفي في وكالة “بلومبرغ“، ماكس هاستينغز، تحذيراً شديد اللهجة بشأن المسار الاقتصادي الذي تتبعه بريطانيا ومعظم الدول الأوروبية. وأشار إلى أن هذه الاقتصادات تتجه نحو “الانهيار الاقتصادي” إذا لم يتم تبني إصلاحات مالية مستدامة وعاجلة.
وأشار هاستينغز إلى أن جوهر المشكلة يكمن في اعتماد هذه الدول على سياسات مالية غير مستدامة. تقوم هذه السياسات على أخذ المزيد من الأموال من الطبقة العاملة لتمويل نفقات شريحة غير العاملين (كالإنفاق الاجتماعي والمعاشات).
بريطانيا: فجوة مالية خانقة وضرائب متزايدة
سلّط الكاتب الضوء على الوضع في بريطانيا، التي تواجه بالفعل فجوة مالية خانقة في الميزانية. تزايدت التكهنات بشأن إمكانية لجوء الحكومة إلى إجراءات قاسية لمعالجة هذا العجز، تشمل زيادة محتملة في ضريبة الدخل، وفرض ضرائب جديدة على الثروة والممتلكات. هناك أيضاً احتمالية فرض ضريبة على الأصول الأساسية.
ألمانيا: إنفاق اجتماعي غير مستدام وتحديات في الصناعة
لم تقتصر المخاطر على بريطانيا، حيث أكد الكاتب أن المخاطر تتهدد كذلك أكبر اقتصادات القارة. وأشار إلى تصريح لمستشار ألمانيا، فريديريش ميرتس، في أغسطس الماضي، الذي حذر فيه صراحة من أن الإنفاق الاجتماعي في ألمانيا أصبح غير مستدام.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه صناعة السيارات الألمانية، التي كانت المحرك الرئيسي لازدهار البلاد لعقود، تحديات هائلة. يعود ذلك بسبب الارتفاع المستمر في تكاليف العمالة والطاقة.
فرنسا: الإنفاق الاجتماعي الأعلى واضطرابات التقاعد
تطرق هاستينغز إلى فرنسا، التي تسجل حالياً أعلى معدلات الإنفاق الاجتماعي في أوروبا. وذكر الكاتب أن محاولات الرئيس إيمانويل ماكرون لتبني إصلاحات، مثل رفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عاماً، قوبلت باحتجاجات واضطرابات واسعة. هذا الأمر يؤكد صعوبة إجراء التعديلات الهيكلية اللازمة.
وخلص هاستينغز إلى أن الاستمرار في تطبيق السياسات المالية الحالية، التي تعتمد على تحميل الأعباء على العاملين لتمويل التزامات اجتماعية متزايدة، سيدفع باقتصادات هذه الدول إلى حافة الانهيار. هذا إذا لم يتم التحول بشكل عاجل إلى مسار الإصلاحات المالية المستدامة.


