باريس ، فرنسا – أمرت النيابة العامة في باريس بإجراء تحقيق عاجل بعد انتشار مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر سجناء في سجن “لا سانتيه” بباريس يوجهون تهديدات وإهانات للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، الذي بدأ تنفيذ عقوبته بالسجن بتهمة تمويل حملته الانتخابية بشكل غير قانوني.
وجاءت هذه التهديدات عقب وصول ساركوزي إلى السجن في الدائرة السادسة عشرة بالعاصمة الفرنسية، حيث أظهر أحد مقاطع الفيديو سجينا يطلق تهديدات مباشرة ضده، مما دفع النيابة إلى تكليف الشرطة القضائية بالتحقيق بجدية في الواقعة.
وفي بيان رسمي، أكد مكتب المدعي العام أن مدير السجن أبلغ النيابة يوم 22 أكتوبر 2025 عن وجود الفيديو المتداول، الذي تم تصويره داخل زنزانة في “لا سانتيه”. وعقب ذلك، تمكنت إدارة السجن من تحديد الزنزانة المصدرة للمقطع، وصادرت هاتفين محمولين من السجناء.
وشملت إجراءات التحقيق استجواب ثلاثة سجناء محتجزين على ذمة التحقيق، ووضعهم تحت مراقبة أمنية مشددة، إلى جانب فتح إجراء تأديبي قد يؤدي إلى نقلهم إلى سجون أخرى. وفي إطار التحقيق الباريسي تم فتح تحقيق رسمي بتهمة “التهديد بالقتل”.
من جهتها، أبدت مصادر مقربة من ساركوزي استعداد الرئيس السابق للانضمام إلى القضية كطرف مدني في حال إحالتها إلى المحاكمة، للمطالبة بحقوقه القانونية.
يذكر أن ساركوزي، الذي شغل منصب رئيس فرنسا بين عامي 2007 و2012، بدأ تنفيذ حكم بالسجن لمدة خمس سنوات منذ 21 أكتوبر 2025، بعد إدانته بالتآمر لجمع أموال من ليبيا خلال نظام معمر القذافي لتمويل حملته الانتخابية. وأثار وضع اثنين من ضباط الشرطة المسلحين في زنزانته المجاورة شكوى من نقابات السجون حول الإجراءات الأمنية المشددة المرافقة لسجنه.
يأتي هذا التطور في باريس وسط تأزم الوضع الأمني داخل السجون الفرنسية، وسط مراقبة حثيثة من السلطات لضمان سلامة جميع النزلاء، بما في ذلك الشخصيات البارزة مثل ساركوزي.