واشنطن ، الولايات المتحدة – دخل الكونجرس الأمريكي مجددًا في مأزق سياسي ومالي جديد. حدث ذلك بعدما فشل مجلس الشيوخ للمرة الثانية عشرة في التوصل إلى اتفاق حول تمويل الحكومة الفيدرالية. يأتي هذا وسط انقسام حاد بين الجمهوريين والديمقراطيين يهدد بشلل إداري شامل في مؤسسات الدولة.
وقالت مصادر داخل الكونجرس إن الخلافات تتركز حول أولويات الإنفاق العام. خاصة ما يتعلق بالمساعدات الخارجية ودعم أوكرانيا، إلى جانب برامج الرعاية الاجتماعية. كل هذا في وقت تشهد فيه البلاد ضغوطًا اقتصادية وارتفاعًا في مستويات الدين العام.
وحذرت وزارة الخزانة الأمريكية من أن استمرار الجمود داخل الكونجرس قد يؤدي إلى إغلاق حكومي جزئي خلال الأسابيع المقبلة. وهو ما يعني توقف رواتب مئات الآلاف من الموظفين الفيدراليين وتعطيل العديد من الخدمات الحيوية.
ويرى مراقبون أن تكرار الأزمة بهذا الشكل غير المسبوق يعكس تآكل روح التوافق داخل النظام السياسي الأمريكي. كما يبين تحول ملفات التمويل إلى أوراق مساومة حزبية في معارك انتخابية مفتوحة، بينما يبقى المواطن الأمريكي الخاسر الأكبر من تلك التجاذبات.
وفي ظل غياب حلول وسط، تبقى واشنطن عالقة في دائرة الأزمات المتكررة. يأتي هذا وسط تساؤلات متزايدة حول مدى قدرة الكونجرس على كسر هذا الجمود قبل أن تدخل الولايات المتحدة فعليًا في نفق الإغلاق الحكومي المظلم.