فرنسا – لم يكن أشد المتشائمين في فرنسا يتوقع أن يرى يومًا يجلس فيه رئيس الجمهورية الأسبق نيكولا ساركوزي خلف القضبان. جاء ذلك بعد إدانته بتهم الفساد واستغلال النفوذ. ليقضي خمس سنوات في سجن فلوري ميروجيس، أكبر سجون أوروبا وأكثرها تشديدًا.
الحكم مثّل صدمة سياسية وأخلاقية في بلدٍ طالما تباهى بنظامه الديمقراطي وشفافيته. لكنه اليوم يواجه لحظة مراجعة مؤلمة مع سقوط أحد رموزه في قبضة العدالة. مما جعل النهاية مأساوية لرئيس فرنسا الأسبق.
زنزانة الرئيس السابق
ساركوزي سيقضي عقوبته في جناح خاص بكبار الشخصيات داخل السجن. حيث وُجهت إليه تعليمات بعدم الاختلاط بالسجناء الآخرين. وذلك حفاظًا على أمنه الشخصي.
الزنزانة التي سيقيم فيها لا تتجاوز عشرة أمتار مربعة. تضم سريرًا معدنيًا وطاولة ومرحاضًا صغيرًا، دون أي امتيازات تذكر سوى العزلة.
زيارات محدودة ومراقبة دائمة
سيسمح للرئيس الأسبق بثلاث زيارات أسبوعيًا فقط. إحداها لزوجته كارلا بروني التي عبّرت عن صدمتها ورفضها لما وصفته بـ”الظلم السياسي”. بينما يخضع طوال اليوم لرقابة بالكاميرات وإجراءات أمنية مشددة.
كما حُددت له فترات محدودة لممارسة الرياضة داخل ساحة صغيرة تحت إشراف الحراس. في نظام صارم لا يختلف كثيرًا عن السجناء الآخرين. بينما ساركوزي خلف القضبان، يتحدث البعض عن نهاية مأساوية لرئيس فرنسا الأسبق.
القضية التي هزّت فرنسا
تعود فصول القضية إلى محاولته رشوة قاضٍ فرنسي مقابل الحصول على معلومات عن تحقيق مالي. كان يخص تمويل حملته الانتخابية عام 2007. وهي الفضيحة التي أعادت فتح ملف المال السياسي في فرنسا، وكشفت عن الوجه المظلم لعلاقة السلطة بالمال.
وهي الفضيحة التي أعادت فتح ملف المال السياسي في فرنسا، وكشفت عن الوجه المظلم لعلاقة السلطة بالمال.
أول رئيس فرنسي خلف القضبان منذ الحرب العالمية الثانية بهذا الحكم. دخل ساركوزي التاريخ من الباب الخطأ، ليصبح أول رئيس فرنسي يُسجن فعليًا منذ الحرب العالمية الثانية. في مشهد يعكس صرامة القضاء الفرنسي واستقلاله. لكنه في الوقت نفسه يضع الطبقة السياسية مجددًا تحت مجهر الرأي العام.
في مشهد يعكس صرامة القضاء الفرنسي واستقلاله، لكنه في الوقت نفسه يضع الطبقة السياسية مجددًا تحت مجهر الرأي العام.
الدرس الأخير من الزنزانة
ربما لم يكن ساركوزي يتخيل أن نهاية مسيرته السياسية ستكون بين الجدران الخرسانية. لكن قضيته تذكّر الجميع بأن السلطة لا تحمي أحدًا. الديمقراطية الحقيقية تبدأ من تطبيق القانون على الجميع، حتى لو كان المتهم هو من كان بالأمس سيد الإليزيه. وقد جعل هذا من النهاية مأساوية لرئيس فرنسا الأسبق.
وأن الديمقراطية الحقيقية تبدأ من تطبيق القانون على الجميع، حتى لو كان المتهم هو من كان بالأمس سيد الإليزيه، وقد جعل هذا من النهاية مأساوية لرئيس فرنسا الأسبق.