القاهرة، مصر – في إطار اجتماعات الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، استعرض الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الموقف الإيراني إزاء قضايا المنطقة والعالم، مؤكدًا أن بلاده لن تسعى أبدًا لصنع سلاح نووي. وتناول بزشكيان في كلمته، التي ألقاها أمام زعماء الدول، سلسلة من الأحداث التي اعتبرها عدوانًا في الشرق الأوسط. هذه الأحداث شملت إسرائيل ولبنان وسوريا واليمن، مع الإشارة إلى دعم إسرائيل الكامل من أقوى دولة مسلحة في العالم.
وأشار بزشكيان إلى الهجمات الإسرائيلية على إيران خلال يونيو/حزيران الماضي. وقد استمرت تلك الهجمات 12 يومًا، واعتبرها “عدوانًا همجيًا وخيانة للدبلوماسية”، مؤكداً استشهاد أطفال وعلماء إيرانيين خلالها. وأضاف أن الأمن العالمي لا يبنى بالقوة وحدها، بل بالثقة والاحترام المتبادل والتقارب الإقليمي.
تصريحات ترامب والتزامه بعدم ضم الضفة
على هامش الاجتماعات، عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعًا مع قادة عرب ومسلمين، بينهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وملك الأردن عبدالله الثاني. وأكد ترامب، بحسب مصادر مطلعة، التزامه بعدم السماح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضم الضفة الغربية. مع ذلك، أشار إلى أن وقف إطلاق النار في غزة لا يزال بعيد المنال رغم هذه الالتزامات.
كما ركز الاجتماع على التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ومعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة. تم ذلك بالتنسيق مع جهود الوساطة القطرية ودعم المجتمع الدولي لإنهاء الصراع.
موقف أوكرانيا وروسيا
تطرق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الحرب في بلاده، مشيرًا إلى رفض روسيا وقف إطلاق النار واستمرار الهجمات على مناطق قريبة من المنشآت النووية. وقال زيلينسكي إن الأمن لا يمكن أن يكون مضمونًا إلا بالتحالفات والاستعداد العسكري الفعال. وملمحًا إلى ضعف المؤسسات الدولية في حماية الشعوب من الاعتداءات.
كما أكد أن استعادة الأراضي الأوكرانية المحتلة ممكنة رغم الموقف الروسي الرافض. في حين شدد الكرملين على أن فكرة استعادة أوكرانيا لأراضيها غير قابلة للتحقق من وجهة نظره، مع استمرار العمليات العسكرية.
الخليج والشرق الأوسط
وفي لقاء لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مع وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر، أدان المجتمعون الهجوم الإسرائيلي على الدوحة. واعتبروا أن هذا الانتهاك قد يعرقل مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة. شدد البيان على ضرورة وجود حكم فلسطيني موحد في غزة والضفة الغربية. إنهاء سيطرة حماس على القطاع سيساعد في تعزيز دور السلطة الفلسطينية في إعادة بناء قطاع غزة بعد انتهاء النزاع.
كما تناول الاجتماع ملفات متعددة تشمل سوريا، إيران، اليمن، والسودان. مؤكدين ضرورة الحلول الدبلوماسية ووقف الأعمال العسكرية، وضمان سلامة الملاحة البحرية في البحر الأحمر. ووضع حد للأعمال التي تهدد الاستقرار الإقليمي.
قراءة في التحولات الإقليمية والدولية
تظهر تصريحات بزشكيان وترامب وزيلينسكي، بالإضافة إلى بيانات مجلس التعاون الخليجي، تباينًا واضحًا في المصالح والتوازنات الإقليمية. إيران تؤكد على السعي للسلام وعدم امتلاك الأسلحة النووية. بينما تستمر إسرائيل في سياسات استفزازية. فيما يسعى ترامب لإعادة صياغة نفوذ واشنطن في المنطقة عبر تهدئة الصراعات. أما أوكرانيا، فتظل على خطوط مواجهة مع روسيا، مسلطة الضوء على ضعف الضمانات الدولية وضرورة التحالفات الإستراتيجية.
تتجلى أهمية الاجتماعات الحالية للجمعية العامة في التأكيد على الوساطة والدبلوماسية كأدوات لتخفيف النزاعات. وذلك وسط تحديات أمنية وإنسانية متعددة. وتبرز الحاجة الماسة إلى استراتيجيات متكاملة لتجنب تصاعد الأزمات، سواء في الشرق الأوسط أو أوروبا الشرقية.