نيوجيرسي،أمريكا-كشفت دراسة حديثة صادرة عن “Forbes Research” لعام 2025 عن تباين حاد في خارطة التحول الرقمي العالمي؛ إذ قطعت الشركات الكبرى شوطا واسعا في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي،
في حين لا تزال الشركات الصغيرة والمتوسطة تكافح للحاق بالركب، رغم حالة التفاؤل الكبيرة التي يبديها قادتها تجاه العوائد المستقبلية لهذه التكنولوجيا.
فجوة التنفيذ وحجم الإيرادات
أظهرت الدراسة، التي استطلعت آراء أكثر من ألف من قيادات الصف الأول، أن حجم الإيرادات يلعب دوراً حاسماً في سرعة التبني.
ففي الوقت الذي أفاد فيه 73% من قادة الشركات العملاقة (التي تتجاوز إيراداتها 15 مليار دولار)
باستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل شامل، لم تتجاوز هذه النسبة 22% لدى الشركات الأصغر.
وعلى النقيض من ذلك، تعتمد الغالبية العظمى من الكيانات المتوسطة 78% على تطبيقات جزئية ومبادرات محدودة.
مستويات النضج والاستثمار
علاوة على ذلك، يتسع الفارق الفني بشكل ملحوظ؛ حيث يصف 58% من قادة الشركات الكبرى تقنياتهم بأنها “متقدمة أو تحولية”، مقارنة بـ13% فقط لدى الصغري.
وبناءً على هذا التباين، تظهر فجوة موازية في الإنفاق المستقبلي؛
إذ يخطط 85% من المديرين الماليين في الكيانات الكبرى لزيادة ميزانيات الذكاء الاصطناعي،
بينما تنخفض هذه الرغبة الاستثمارية إلى 54% لدى الشركات الصغيرة.
تفاؤل الشركات رغم التحديات
ورغم هذه الفوارق، أظهرت الشركات الصغيرة مرونة وتفاؤلاً فيما يخص العائد الاستثماري وتأثير التكنولوجيا على الوظائف
حيث توقع 95% من قادتها تحقيق عوائد مجزية، وهي نسبة تقترب بشكل كبير من توقعات العمالقة.
كما يسود اعتقاد لدى الشركات الصغيرة بأن الذكاء الاصطناعي لن يهدد استقرار القوى العاملة بشكل كبير،
معتبرين أن التأثير على الوظائف لن يتجاوز 2% خلال العامين المقبلين.
وختاماً، خلصت الدراسة إلى أن الفجوة التقنية بين قطبي الأعمال لا تزال قائمة، إلا أنها مرشحة للتقلص تدريجيا.
ويعزى ذلك إلى تنامي الثقة بالعوائد والتوجه المتزايد من قِبل الشركات الصغيرة لتحسين تجربة العملاء عبر حلول الذكاء الاصطناعي المبتكرة.


