عدن،اليمن-عكس البيان الذي أصدرته جماعة الإخوان المسلمين بشأن التطورات الأخيرة في اليمن، محاولة مكشوفة من الجماعة لاستغلال الأزمة، بتأييد الموقف السعودي،
وتسجيل نقاط سياسية تتغافل تمسك الإمارات العربية المتحدة بدعم الاستقرار في البلاد.
الأمر الذي يشير إلى أن الجماعة تسعى لاستغلال هذا الموقف من أجل إعادة تموضعها مع غيرها من الجماعات المسلحة الأخرى كتنظيم القاعدة وداعش في اليمن،
وهذا بعد الجهود المضنية من دولة الإمارات في محاربة تلك الجماعات على مدى سنوات طويلة.
فقد أصدرت الجماعة اليوم بيانا قالت فيه، تؤكد جماعة الإخوان المسلمين التزامها الثابت بوحدة الدول العربية وسيادتها،
وكذلك خطورة النزعات الانفصالية التي تقوّض مجمل الاستقرار الإقليمي.
دعم الجماعة لوحدة اليمن وأمنه واستقراره
وأكد البيان دعم الجماعة الكامل وحدة أراضي اليمن وأمنه واستقراره،
وتؤيد قرار ات ما يسمى المجلس الرئاسي اليمني للدفاع عن وحدة البلاد في مواجهة مؤامرة التقسيم- بحسب البيان.
وأشادت الجماعة بالموقف الذي اتخذته قيادة المملكة العربية السعودية للدفاع عن وحدة اليمن،
والتي تمثل أولوية لأمن المملكة القومي على حدودها الجنوبية، وتناسى البيان الدور الإماراتي الجاد والمساند لدعم الاستقرار في اليمن ،
وكذا مشاركتها في تحالف دعم الشرعية واستمرار دورها في مكافحة الإرهاب في اليمن حتى اليوم.
ويضع هذا الخطاب، بشكل مباشر، المملكة العربية السعودية في موقف محرج،
إذ يظهرها وكأنها غطاء سياسي لمواقف جماعة الإخوان والجماعات المسلحة المرتبطة بها في اليمن ،
خاصة في ظل تزامن ذلك مع صدور بيان مشترك من عدد من الكيانات ذات العلاقة المباشرة مع الجماعة في اليمن،
وهذا رغم ما تعلنه الرياض من التزام بمحاربة التطرف والتنظيمات المؤدلجة التي ساهمت في إطالة أمد الصراع اليمني.
البيان.. مواجهة سياسية
كما يضع البيان المملكة في مواجهة سياسية مع شركائها في محاربة الجماعات الإرهابية،
وتحديدا دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تبنت منذ البداية مقاربة واضحة تقوم على مكافحة الإرهاب،
وتجفيف منابع الجماعات المتطرفة، ودعم الاستقرار وبناء مؤسسات الدولة، وهو ما يثير التساؤلات حول توقبت صدور البيان وخلفياته.
كما تعمد البيان تجاهل الدور الإماراتي المحوري في مواجهة تنظيمَي القاعدة وداعش، وتأمين الممرات البحرية الدولية، وحماية باب المندب والبحر الأحمر،
وهي ملفات تمثل جوهر الأمن الإقليمي والعربي، وليس فقط الشأن اليمني.
ويأتي هذا التجاهل في سياق معروف لجماعة الإخوان، دأبت فيه على شيطنة كل دولة عربية تتصدى لمشروعها العابر للحدود.
وبذلك، فإن البيان لا يخدم وحدة اليمن بقدر ما يكشف عن محاولة إخوانية لإرباك المشهد السياسي، وإضعاف الموقف العربي المشترك،
وإعادة تقديم الجماعة كطرف “حريص على الوحدة” في تناقض صارخ مع سجلها في دعم الانقسامات والجماعات المسلحة في أكثر من ساحة عربية.


