كوناكري ، غينيا – فتحت مراكز الاقتراع في غينيا كوناكري أبوابها صباح اليوم الأحد. تستقبل نحو 6.7 مليون ناخب في انتخابات رئاسية مفصلية. يُنظر إليها على نطاق واسع بأنها ستمهد الطريق أمام قائد الانقلاب الحالي، مامادي دومبويا. سوف ينتقل من الحكم العسكري إلى ولاية مدنية تمتد لسبع سنوات.
مشهد انتخابي “محسوم” ومعارضة غائبة
رغم وجود ثمانية مرشحين آخرين في سباق الرئاسة، إلا أن الساحة تفتقر إلى منافس قوي لدومبويا. هذا بسبب بقاء أبرز الرموز السياسية مثل الرئيس المخلوع ألفا كوندي وزعيم المعارضة سيلو دالين ديالو في المنفى خارج البلاد.
ووصف بعض الناخبين في العاصمة كوناكري الاقتراع بأنه “إجراء شكلي”، مؤكدين ميلهم للاستقرار. وقال أحد الناخبين لرويترز: “أنا واقعي، وانتخبت من هو في منصبه الآن لضمان استمرارية الدولة والعودة إلى الوضع الطبيعي”.
ثروات البوكسيت ومشروع “سيماندو” العملاق
تأتي هذه الانتخابات في وقت تشهد فيه غينيا – صاحبة أكبر احتياطي بوكسيت في العالم – تحولات اقتصادية كبرى. أبرز هذه التحولات هو مشروع سيماندو. نجح دومبويا في تحريك مشروع تعدين خام الحديد الأكبر عالمياً بعد سنوات من الجمود.
قومية الموارد: عزز دومبويا شعبيته بتبني سياسات صارمة تجاه الشركات الأجنبية. شملت القرارات إلغاء ترخيص شركة تابعة للإمارات العالمية للألمنيوم ونقل أصولها للدولة. يشبه هذا النهج ما اتخذته دول الجوار مثل مالي والنيجر.
جدل الدستور والشرعية
يواجه دومبويا انتقادات من أطراف في المعارضة تتهمه بالحنث بوعوده السابقة. كان الميثاق الانتقالي يمنع أعضاء المجلس العسكري من الترشح، قبل أن يتم إقرار دستور جديد في سبتمبر الماضي. ألغى هذا الحظر ومدد فترة الرئاسة إلى 7 سنوات.
وعلّق “بنديكت مانزين”، كبير المحللين في شركة سيبيلين للاستشارات، قائلاً: “من المرجح أن يستغل دومبويا انتخابه لترسيخ سلطة الجيش على مفاصل الدولة. كما سيقوم بتهيئة حلفائه للاستفادة من الطفرة الاقتصادية المرتبطة بإنتاج الحديد والبوكسيت”.


