كابول،أفغانستان-أبدى وزير الداخلية الأفغاني، سراج الدين حقاني، يوم الأحد، ترحيبا لافتا بالتصريحات الأخيرة الصادرة عن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الباكستاني، إسحاق دار.
وقد جاء هذا الموقف ردا على إشادة دار بضرورة اعتماد المفاوضات وسيلة وحيدة لمعالجة القضايا العالقة بين البلدين؛
الأمر الذي اعتبره مراقبون مؤشرا على رغبة الطرفين في الابتعاد عن خيار المواجهة،
إذ يظل الحوار المسار الأكثر واقعية لضمان الاستقرار الإقليمي.
علماء الدين.. “جسر الحكمة” لنزع فتيل التوتر
وفي السياق ذاته، رحب وزيرا الداخلية والخارجية الأفغانيان ببيان علماء الدين في مدينة كراتشي، الذي دعا إلى تغليب لغة التفاهم على الصدام.
وحيث إن القيادات الدينية تمتلك تأثيرا تاريخيا في كلا البلدين، فقد أكد وزير الخارجية أمير خان متقي أن صوت العلماء يمثل “جسرا للتقريب” بين وجهات النظر في القضايا الحساسة؛
وذلك بهدف منع تفاقم النزاعات التي تنعكس سلبا على شعبي البلدين وأمن المنطقة ككل.
تحديات أمنية وضغوط حدودية
علاوة على ذلك، تأتي هذه الدعوات المتبادلة في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية توترا مستمرا على خلفية ملفات أمنية وحدودية شائكة.
وبناء عليه، يرى المحللون أن تصريحات إسحاق دار وحقاني تمثل محاولة جادة لكسر الجمود السياسي بين افغانستان وباكستان ؛
بيد أن الرهان الحقيقي يظل مرتبطا بمدى قدرة الطرفين على ترجمة هذه الكلمات إلى خطوات عملية،
خاصة وأن القضايا العالقة تتطلب إرادة سياسية تتجاوز التصريحات البروتوكولية.
خلاصة المشهد والآفاق القادمة
تفتح دعوات الحوار الأخيرة بابا للأمل في صياغة صفحة جديدة من العلاقات بين كابول وإسلام آباد.
ومن ثم، يترقب المجتمع الدولي ما ستسفر عنه جولات النقاش المقبلة،
وهو ما قد يؤدي إلى اتفاقات أمنية تضمن استقرار الحدود،
وهذا بما يسهم في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين افغانستان وباكستان في منطقة القرن الآسيوي.


