عدن،اليمن-عاد التوتر إلى واجهة المشهد اليمني بعد الغارات الجوية التي شنها سلاح الجو السعودي، صباح اليوم الجمعة ، على مواقع تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة حضرموت،
وهذا في تطور أثار تساؤلات واسعة حول مستقبل الترتيبات الأمنية في المحافظات الجنوبية، وحدود إدارة الخلاف داخل معسكر التحالف العربي.
وأصدر المجلس الانتقالي الجنوبي بيانا رسميا اليوم الجمعة، أكد فيه أن هذه الضربات الجوية لن تثني الجنوبيين عن المضي قدما نحو استعادة «كامل حقوقهم»،
معتبرا أن القصف الجوي لا يخدم مسارات التفاهم ولا يحقق الاستقرار المنشود.
وفي الوقت ذاته، أبدى المجلس انفتاحه على أي تنسيق أو ترتيبات أمنية تقوم على حماية أمن الجنوب وسلامته
عودة التهديدات، بما يراعي تطلعات أبناء الجنوب والمصالح المشتركة مع دول الجوار.
ترسيخ الأمن والاستقرار
وقال البيان: إن تحرك القوات المسلحة الجنوبية جاء استجابة لدعوات أبناء شعبنا الجنوبي لمواجهة التهديدات الأمنية المتمثلة في الجماعات الإرهابية،
وقطع امدادات وخطوط التهريب التي ظلت ميليشيات الحوثي الإرهابية تستخدمها كشريان حياة
طيلة العشر سنوات الماضية في وادي وصحراء حضرموت ومحافظة المهرة،
وهذا من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار وحماية مؤسسات الدولة ومعالجة الاختلالات الجسيمة
والتي أثرت على الخدمات العامة وحياة المواطنين وأمنهم المعيشي.
وأضاف أن المجلس الانتقالي الجنوبي يجدد تأكيده على استمرار استكمال مضامين والتزامات التفويض الشعبي الجنوبي للرئيس القائد عيدروس الزبيدي.
وكانت قناة «عدن المستقلة» قد أفادت بأن الغارات استهدفت مواقع لقوات النخبة الحضرمية في وادي نحب،
مشيرة إلى أن التصعيد جاء عقب كمائن وهجمات مسلحة تعرض لها عناصر المجلس في شرق حضرموت،
وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم، وفق مصادر متطابقة.
حضرموت أمام اختبار جديد
في المقابل، رأت مصادر قبلية وسياسية في حضرموت أن الضربات الجوية تحمل طابعا تحذيريا،
وتهدف إلى الضغط من أجل إعادة انتشار القوات ومنع أي خطوات أحادية قد تعمق الانقسام داخل المحافظة،
والتي ظلت لفترة طويلة بعيدة نسبيًا عن دوائر الصراع المباشر.
وبين الدعوات لخفض التصعيد، والتمسك بخيارات التنسيق والحوار، تبدو حضرموت أمام اختبار جديد،
وهذا في ظل إدراك متزايد بأن استقرار الجنوب يشكل ركيزة أساسية لأي تسوية سياسية شاملة في اليمن،
ويظل مرهونا بإدارة الخلافات داخل المعسكر الواحد دون الانزلاق إلى صدامات مفتوحة قد تعقّد المشهد أكثر.


