واشنطن ، الولايات المتحدة – كشف أرشيف الأمن القومي الأمريكي، في خطوة وصفت بـ”التاريخية”، عن النص الكامل لسلسلة من اللقاءات والمكالمات السرية. هذه المكالمات جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش في الفترة ما بين (2001-2008).
وتكشف هذه الوثائق، التي أفرج عنها بموجب قانون حرية المعلومات وبعد دعوى قضائية، عن “توافق صادم” وغير مسبوق في المواقف. كان هناك توافق بين الزعيمين تجاه البرنامج النووي الإيراني في تلك الحقبة.
بوتين وبوش: جبهة موحدة ضد “التخصيب”
تظهر محاضر المحادثات، خاصة تلك التي جرت في المكتب البيضاوي عام 2005، تقاربا كبيرا في الرؤى. وصف بوش القيادة الإيرانية بـ “مجموعة من المتطرفين الدينيين” الذين لا يجب أن يمتلكوا سلاحا نوويا. بوتين لم يعارض هذا الموقف، بل عززه بتقديم تقارير مفصلة عن مخاوف موسكو من طموحات طهران.
وفي إحدى الوثائق العائدة لعام 2001، تحدث بوتين بصراحة مطلقة لـ بوش وكونداليزا رايس، قائلا: “لا شك في أنهم (الإيرانيون) يريدون أسلحة نووية”. بوتين جادل بأن توفير روسيا للوقود النووي لمحطة بوشهر يسقط أي ذريعة لطهران لتخصيب اليورانيوم محليا. واعتبر أن الإصرار على التخصيب يعني أنهم “لا يسعون وراء الطاقة المدنية بل لشيء آخر”.
بين “المجانين” و”المثقفين”.. نبرة قاسية في الغرف المغلقة
تتفاوت لغة المحادثات في الوثائق بين العنف والدبلوماسية. ففي الوقت الذي وصفت فيه بعض المواقف الإيرانية بـ “الجنون” و”الغباء” أثناء مناقشة مبيعات الأسلحة، قدم بوتين قراءة أكثر عمقا بعد إحدى زياراته لطهران. وصف قادة إيران بأنهم “متطرفون أيديولوجيا لكنهم مثقفون وليسوا أناسا بدائيين”.


