تل ابيب ، اسرائيل – كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية عن حراك دبلوماسي مكثف تقوده روسيا “خلف الكواليس”. جاء ذلك بمباركة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. الهدف هو التوصل إلى اتفاق أمني جديد بين إسرائيل وسوريا. يأتي هذا الحراك في ظل متغيرات ميدانية متسارعة تلت سقوط النظام السابق. لقد تولت الحكومة الانتقالية برئاسة أحمد الشرع مقاليد الأمور في دمشق.
روسيا “بديل” لتركيا في الجنوب السوري
نقلت هيئة البث الإسرائيلية (كان) عن مصادر أمنية أن موسكو بدأت فعليا بإعادة توثيق علاقاتها مع العهد الجديد في دمشق. وقد تُرجم هذا بعودة القوات والمعدات الروسية للعمل بوتيرة عالية في منطقة اللاذقية.
وتتمثل الرؤية الروسية في إعادة نشر قوات الجيش السوري في المنطقة الجنوبية قرب حدود الجولان. إنهم يهدفون إلى إحياء ترتيبات أمنية مشابهة لما كان سائدا قبل انهيار نظام الأسد.
وتفضل تل أبيب “الوجود الروسي” في الجنوب السوري كضامن أمني. هذا يأتي على حساب أي محاولات تركية لتعزيز نفوذها في تلك المنطقة الحساسة.
أذربيجان.. “القناة السرية” والرياض تحذر
أشار التقرير إلى أن أذربيجان لعبت دورا محوريا في احتضان الاجتماعات والاتصالات السرية بين مسؤولين إسرائيليين وسوريين رفيعي المستوى. كان ذلك في العاصمة باكو.
وفي موازاة ذلك، برز تحذير سعودي لافت. حيث نقلت “كان” أن الرياض أبلغت تل أبيب بأن أي تدخل عسكري أو سياسي إسرائيلي مفرط في الشأن السوري الداخلي من شأنه أن يعرقل مسار “التطبيع” بين المملكة وإسرائيل.
قمة “مارآلاغو”: ترامب يضغط لمنح الشرع “فرصة”
من جانبها، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الملف السوري سيكون على رأس طاولة البحث خلال اللقاء المرتقب بين ترامب وبنيامين نتنياهو نهاية الشهر الجاري.
أبرز نقاط التباين الأمريكي-الإسرائيلي
رفضت إدارة ترامب طلبا إسرائيليا بالإبقاء على جزء من العقوبات ضد سوريا لاستخدامها كورقة ضغط. هي تُفضل منح الرئيس أحمد الشرع “فرصة إضافية” لإثبات جديته.
يضغط البيت الأبيض لاستئناف المفاوضات الأمنية، التي توقفت عقب استقالة الوزير رون ديرمر. وقد يعتزم نتنياهو تعيين شخصية ذات خلفية أمنية وعسكرية ثقيلة لقيادة الملف بدلا من ديرمر.
مبعوث إسرائيلي جديد بصبغة أمنية
ذكرت القناة 12 العبرية أن نتنياهو أبلغ المبعوث الأمريكي توم براك بقراره. لقد اختار ممثلا جديدا للمفاوضات مع سوريا، ومن المرجح أن يكون مسؤولا حاليا داخل المنظومة الأمنية. هذا لضمان صياغة اتفاق أمني دقيق على الحدود يحقق “الهدوء طويل الأمد” الذي تطالب به إسرائيل مقابل الانفتاح على دمشق الجديدة.
تتحرك سوريا الجديدة بين مطرقة الضغوط الدولية وسندان الترتيبات الأمنية مع إسرائيل. وقد يبدو أن روسيا استعادت دور “العراب” لضمان مصالحها وتأمين الحدود، وسط “انفتاح” أمريكي مفاجئ على القيادة السورية الحالية قد يغير خارطة التحالفات في المنطقة.


