واشنطن،أمريكا-نشر واشنطن إكزامينر، موقع أمريكي، (Washington Examiner) ، مقالا تحليليا للكاتب مايكل روبن، يحذر فيه من توجه إدارة الرئيس دونالد ترامب ووزير خارجيته ماركو روبيو نحو تشكيل تحالف دولي لتأسيس «قوة استقرار» في قطاع غزة.
وحيث إن الخطة تهدف إلى تفكيك حكم حركة حماس تدريجيا، فقد وضعت واشنطن نزع السلاح شرطا أساسيا للتسوية؛
الأمر الذي يراه الكاتب نذيراً بمواجهات عنيفة، نظراً لتمسك الحركة بسلاحها كأداة وحيدة للسيطرة والنفوذ.
تركيا: “مشعل الحرائق” في الغابة
بيد أن ما يبدو منظما على الورق يصطدم بتعقيدات الواقع؛ إذ تسعى دول مثل تركيا
لاستغلال المبادرة لترسيخ نفوذ إقليمي جديد.
وبناء عليه، ترفض إسرائيل هذا التوجه بشكل قاطع، حيث ترى تل أبيب أن أنقرة تهدف لتمكين حماس سياسيا وأمنيا لا لإحلال السلام.
علاوة على ذلك، شبه المنتقدون إشراك تركيا في غزة بمحاولة “تكليف مشعل حرائق بإدارة الغابات”،
معتبرين إياها خطوة لا تقل خطورة عن نشر الحرس الثوري الإيراني كقوة حفظ سلام.
هواجس أمنية مصرية
ومن ناحية أخرى، لا تقتصر المخاوف على الجانب الإسرائيلي فحسب، بل تمتد لتشمل مصر التي تبدي قلقا بالغا من أي وجود عسكري تركي قرب حدودها في سيناء.
إذ يشير المحللون إلى الارتباط الأيديولوجي بين أردوغان وجماعة الإخوان المسلمين،
مما يثير مخاوف من أن يؤدي الوجود التركي إلى إعادة تنشيط الخلايا المتطرفة في المنطقة،
فضلا عن تعزيز نفوذ الجماعات المرتبطة بالإخوان، وهو سيناريو يهدد الأمن القومي المصري بشكل مباشر.
تضامن إسلامي أم دعم لطالبان؟
وفي هذا السياق، يختتم الكاتب تحذيره بدعوة إدارة ترامب إلى استحضار التجربة الأفغانية المريرة؛
حيث لعبت تركيا دورا مزدوجا ضمن حلف الناتو، فكانت تدعم طالبان سرا عبر خطاب “التضامن الإسلامي” بينما تظهر كجزء من التحالف الدولي.
ومن ثم، يرى روبن أن تكرار هذا النموذج في غزة سيعني بالضرورة فشل المهمة
وتحول القوة الدولية إلى غطاء لحماية التنظيمات المسلحة بدلا من تفكيكها.
الحاجة إلى مراجعة استراتيجية
يؤكد المقال أن الاندفاع نحو حلول دولية دون تدقيق في هوية الشركاء
قد يقود واشنطن إلى مستنقع جديد يشبه مستنقع لبنان أو أفغانستان.
وبالتالي، فإن نجاح أي “تحالف لغزة” يظل رهنا بقدرة واشنطن على تحييد الأجندات الإقليمية الطامحة،
وهو ما يتطلب رؤية أمنية صارمة تتجاوز مجرد الترتيبات الورقية إلى ضمانات ميدانية لا تقبل التأويل.


